405. رغيف يدفع البلاء
أستدعى الوزير العباسي عليُّ بن الفرات أحد كتابه و قال له
: ويحك إن نيتي فيك سيئة , و كلما أردت أن أقبض عليك تمنعني برغيف .. وفي إحدى الرؤى
أمرت جندي أن يقاتلوك , فكلما ضربوك بسهم اتقيته برغيفك , فما قصة ذلك ؟ قال : أيها
الوزير إن أمي منذ كنت صغيراً تضع كل ليلة تحت رأسي رغيفاً , و تتصدق به في الصباح
, فلما ماتت فعلت نفس الفعل , و ما زلت أفعل ذلك لحد الآن . فتعجب منه الوزير و أحسن
إليه.
406. أبوالصلت الهروي
هو عبدالسلام بن صالح القرشي المعروف بأبي الصلت
الهروي ، صاحب و خادم الإمام الرضا (ع) وهو من المعدودين في الزهد ، مات سنة 236 هـ
.
يقول عنه يحيى بن معين : ثقة صدوق ولم يعرف بالكذب
إلا أنه تشيّع .
قال – أي أبو الصلت – : كلب للعلوية خير من جميع
بني أمية .
لذلك قال عنه العقيلي : هو رافضي خبيث .
المصدر : تهذيب الكمال 18/75-82
407. يحيى بن أكثم يأمر بالفسق
أصبح المأمون يوما مصطبحا (يشرب خمراً في الصباح)
فدخل عليه يحيى بن أكثم ، فأراد (أي المأمون) أن يعبث به ، فقال له : أيها القاضي ،
قد أصحبتُ مخموراً ، فدُّلني على شيء أنفي به خماري ، فقال له : يا أمير المؤمنين ،
أدُلُّك من كتاب الله و سنة رسول الله ؟ قال : وكان المأمون متكئا فاستوى جالساً وقال
له : من كتاب الله و سنة رسول الله ! فقال : نعم ، يا أمير المؤمنين ، قال : قل ، فقال
: يا أميرالمؤمنين ، قال الله تعالى : ((وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)) (سورة الحشر – الآية 7) . وقال رسول الله (ص) : (استعينوا على كل صنعة بصالحي
اهلها) ، و نظرت في هذه الصناعة فلم أجد فيها أصنع من الأعشى و أبي نواس ، وقد قال
الأعشى :
وكأس شربت على لذة=واخرى تداويت منها بها
وقال أبو نواس :
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء=وداوني بالتي كانت هي
الداء
فليستدع أمير المؤمنين رطلا فيشربه ينفك عنه خُماره
. فقال المأمون : قاتلك الله ، والله ما رأيت من كتاب الله و سنة رسوله سواك !
المصدر : أخبار أبي نواس لابن المنظور ص205 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق