408. الرد على المجبِّرة
قال الصولي : فحدثني يموت بن المزرع قال : حدثني
الجاحظ قال : أبو العتاهية لثمامة بين يدي المأمون – و كان كثيراً ما يعارضه بقوله
في الاجبار - : أسألك عن مسألة ، فقال له المأمون : عليك بشعرك . فقال : إن رأى أمير
المؤمنين أن يأذن لي في مسألته و يأمره بإجابتي ! فقال له : أجبه إذا سألك . فقال
: أنا أقول : إن كل ما فعله العباد من خير و شر فهو من الله ، و أنت تأبى ذلك ، فمن
حرّك يدي هذه ؟ و جعل أبو العتاهية يحركها . فقال له ثمامة : حركها مَنْ أمه زانية
. فقال : شتمني والله يا أمير المؤمنين . فقال ثمامة : ناقض الماص (كذا) أمّه ، والله
يا أمير المؤمنين !
فضحك المأمون و قال له : ألم أقل لك أن تشتغل بشعرك
و تدع ما ليس من عملك ؟! قال ثمامة : فلقيني بعد ذلك فقال لي : يا أبا معن أما أغناك
الجواب عن السفه ؟! فقلت : إن من أتمِّ الكلام ما قطع الحجة ، و عاقب على الاساءة ،
و شفى من الغيظ ، و انتصر من الجاهل .
المصدر : الأغاني 4/8
409. أبو العتاهية و ابن يقطين
قال : وكان علي بن يقطين صديقاً لأبي العتاهية ،
وكان يبرّه في كل سنة ببرٍّ واسع ، فأبطأ عليه بالبر في سنة من السنين ، وكان إذا لقيه
أبو العتاهية أو دخل عليه يُسر به و يرفع مجلسه و لا يزيده على ذلك . فلقيه ذات يوم
و هو يريد دار الخليفة فاستوقفه فوقف له فأنشده :
حتى متى ليت شعري يا بن يقطين=أثني عليك بما لا منك
توليني
إن السلام و إن البشر من رجل=في مثل ما أنت فيه ليس
يكفيني
هذا زمانٌ الحّ الناسُ فيه على=تيه الملوك و أخلاقِ
المساكينِ
أما علمتَ جزاك الله صالحةً=وزادك اللهُ فضلاً يابن
يقطين
إنِّي أريدك للدنيا وعاجلها=ولا أريدك يوم الدِّين
للدين
فقال عليّ بن يقطين : لستُ والله أبرح ولا تَبرح
من موضعنا هذا إلا راضياً ، وأمر له بما كان يبعث به إليه في كل سنة ، فحُمل من وقته
و عليٌّ واقفُ إلى أن تسلّمه.
المصدر : الأغاني 4/54
410. المأمون يفطر على الخمر
لما عزم المأمون على تزوج بوران بنت الحسن بن سهل في شهر
رمضان عام 210 هـ , وافى معسكر الحسن بن سهل في ( فم الصلح ) عشية فأفطر هو و الحسن و العباس ( إبنه ) – و دينار
بن عبدالله قائم على رجله – حتى فرغوا من الإفطار , و غسلوا أيديهم , فدعا المأمون
بشراب فأُتي بجام ذهب فصُب فيه و شرب و مد يده بجام فيه شراب الى الحسن , فتباطأ عنه
الحسن , لأنه لم يكن يشرب قبل ذلك , فغمز دينار بن عبدالله الحسن , فقال له الحسن
: يا أمير المؤمنين , أشربه بإذنك و أمرك ؟ فقال له المأمون : لولا أمري لم أمدد يدي
إليك , فأخذ الجام فشرب – وذلك حسب ما روى الطبري في تاريخه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق