401. المزبلة قبل القبر
كان عبدالله بن مرزوق وزيراً لهارون العباسي و لكنه ترك الوزارة
و اتجه الى الزهد , و أوصى عند موته , أن يطرح على مزبلة قبل أن يوارى في قبره , لعل
الله أن يرحمه.
402. هاتف من المقبرة
قال بعضهم : صار إليّ الحسن بن هانيء (يعني أبانواس)
في ليلة من الليالي ، وهو مرعوب ، فنزع ما كان عليه من الثياب ، وأخذ قميصا و سراويل
و إزاراً من ثيابي ، ثم تطهر و لبسها ، وما زال يصلي ليلته إلى الصبح ثم أصبح صائما
، فسألته عن السبب في ذلك ، فقال : كنت منصرفاً من بعض المواخير ، فاجتزت في مقبرة
، فبينا أنا ماشٍ فيها إذ انشدت قول ذي الرّمة :
بطيزنا باد كرم ما مررتُ به=إلا تعجبت ممن يشرب الماءا
فأجابني مجيب من المقبرة ، أسمع صوته ولا أرى شخصه
:
وفي جهنم ماء ما تجرّعه=حلق فأبقى له في الجوف أمعاءا
فراعني ذلك ، فكان مني ما رأيت .
المصدر : أخبار أبي نواس لابن منظور ص146 .
403. عادة المأمون
عن محمد بن حبيب قال : كان عبدالله بن موسى الهادي
(العباسي) معربداً ، وكان أحفظ المأمون مما يعربد عليه إذا شرب معه . فأمر بأن يحبس
في منزله فلا يخرج منه ، و أقعد على بابه حرساً . ثم تذمم (عبدالله) من ذلك فأظهر له
الرضا و صرف الحرس عن بابه ، ثم نادمه فعربد عليه أيضاً و كلّمه بكلام أحفظه . وكان
عبدالله مغرماً بالصيد ، فأمر المأمون خادماً من خواص خدمه يقال له (حسين) فسمّه في
دراج وهو بمرسى أباد ؛ فدعا عبدالله بالعشاء ، فأتاه حسين بذلك الدراج فأكله . فلما
أحسن بالسم ركب في الليل و قال لأصحابه : هو آخر ما تروني . قال (الراوي) : و أكل معه
من الدراج خادمان ، فأما أحدهما فمات من وقته و أما الآخر فبقى مدة ثم مات ، ومات عبدالله
بعد أيام .
المصدر : الأغاني 10/240
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق