338. شهيد باخمرى والجيش
نقل الطبري في تاريخه عن عبدالله بن جعفر المديني , قال
: خرجنا مع إبراهيم الى باخمرى فلما عسْكرنا أتانا ليلة من الليالي , فقال : انطلق
بنا نطفْ في عسكرنا . قال : فسمع أصوات طنابير و غناء فرجع , ثم أتاني ليلة أخرى فقال
: انطلق بنا , فانطلقت معه , فسمع مثل ذلك فرجع و قال : ما أطمع في نصر عسكر فيه مثل
هذا .
339. الحسد بدل الشفقة
قال الوضين بن عطاء : طلب مني المنصور العباسي زيارته , و
كانت بيننا صحبة قبل خلافته , فذهبت إليه , و سألني : ما مالك ؟ قلت : الخير الذي يعرفه
أمير المؤمنين , قال : و ما عيالك ؟ قلت : ثلاث بنات و المرأة و خادم لهن , قال : أربع
في بيتك ؟ قلت : نعم . و قلت في نفسي أنه سيمولني . فرفع رأسه إلي و قال : أنت أيسر
العرب , أربعة مغازل يدرْن في بيتك .
400. واقع أم خيال؟
أورد الطبري في تاريخه عن موسى بن هارون قال : لما دخل المنصور
آخر منزل من طريق مكة , نظر في صدر البيت الذي نزل فيه فإذا فيه مكتوب :
بسم الله الرحمن الرحيم
أبا جعفر حانت وفاتك و انقضت=سِنوك , و أمر الله لابد واقع
أبا جعفر هل كاهن أو منجّــــم=لك اليوم من حرِّ المنيّة
مانع ؟
قال : فدعا بالمتولي
لإصلاح المنازل , فقال له : ألم آمرك ألا يدخل المنزل أحد من الدّعار ! قال : يا أمير
المؤمنين والله ما دخلها أحد منذ فُرِغ منها . فقال : اقرأ ما على صدر البيت مكتوبا , قال : ما أرى شيئاً يا أمير
المؤمنين , قال : فدعا برئيس الحجبة , فقال : اقرأ ما على صدر البيت مكتوبا , قال
: ما أرى على صدر البيت شيئاً , فأملى البيتين فكتبا عنه . فالتفت الى حاجبه فقال
: اقرأ لي آية من كتاب الله جل و عز تشوقني إلى الله عزّوجلّ , فتلا : ((بسم
الله الرحمن الرحيم ، وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) فامر بفكيه فوُجئا
. و قال : ما وجدت شيئا تقرؤه غير هذه الآية ! فقال : يا أمير المؤمنين , مُحي القرآن
من قلبي غير هذه الآية , فأمر بالرحيل عن ذلك المنزل تطيّراً مما كان , و ركب فرساً
, فلما كان الوادي الذي يُقال له سقر – وكان آخر منزل بطريق مكة – كبا به الفرس , فدق
ظهره , و مات فدفن ببئر ميمون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق