305. انا ابن محيي الموتى
روى الشريف المرتضى في اماليه بسند ينتهي الى ابي عبيدة قال
: وفد صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول الله(ص) في وفد بني تميم ، وكان صعصعة منع
الوئيد (الوأد) في الجاهلية ، فلم يدع تميما تئد وهو يقدر على ذلك ، فجاء الاسلام وقد
فدى في بعض الروايات اربعمائة جارية ، وفي
الرواية الاخرى ثلاثمائة جارية ، فقال للنبي (ص) : بابي انت وامي اوصني! قال
: ((اوصيك بامك وابيك و اختك وأخيك و ادانيك ادنانيك)) فقال : زدني يا رسول الله ،
فقال رسول الله (ص) : ((احفظ ما بين لحييك ورجليك)) ثم قال (ص) : ((ما شيء بلغني عنك
فعلته)) ؟ فقال : يا رسول الله ، رأيت الناس يموجون على غير وجه ، و لم ادر اين الصواب
غير اني علمت انهم ليسو عليه ، فرايتهم يئدون بناتهم ، فعرفت ان ربهم عز وجل لم يامرهم
بذلك ، فلم اتركهم يئدون ، وفديت ما قدرت عليه.
1.
وفي رواية اخرى ان صعصعة لما وفد على النبي (ص)
سمع قوله تعالى : ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا
يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )) ]الزلزلة 7-8[ قال : حسبي ما ابالي الا
اسمع من القرآن غير هذا.
ويقال : انه اجتمع جرير و الفرزدق يوماً عند سليمان بن عبدالملك
فافتخرا ، فقال الفرزدق : انا ابن محيي الموتى ، فقال له سليمان : انت ابن محيي الموتى!
فقال : إن جدي أحيا المؤودة ، وفد قال الله تعالى : ((وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)) ]المائدة:32[
، وقد احيا جدي اثنتين و تسعين مؤودة ، فبتسم سليمان ، وقال : إنك
مع شعرك لفقيه.
المصدر : أمالي الشريف المرتضى 2/244
306. زياد طاغية
بعث زياد ابن ابيه الى سعيد بن العاص هدايا و اموالا وكتابا ذكر فيه انه
يخطب اليه ابنته ام عثمان بنت آمنة بنت جرير بن عبدالله البجلي ، فلما وصلت
الهدايا و الاموال و الكتاب ، قرأه ثم فرق الهدايا في جلاسه ثم كتب اليه : بسم
الله الرحمن الرحيم قال تعالى : ((كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ
اسْتَغْنَى)) و السلام.
307. الصِلات لا الصلاة
كان أحمد بن المدبر إذا مدحه شاعر ولم يرض شعره أمر
غلمانه أن يمضوا به إلى المسجد فلا يفارقوه أو يصلي مائة ركعة ، فكان هذا دأبه فتحاماه
الشعراء إلا الأفراد المجيدون ، فأتاه أبو عبدالله الحسين بن عبدالسلام المصري ، المعروف
بالجمل ، فاستأذنه في النشيد فقال له : عرفت الشرط ؟
قال : نعم ، فأنشده :-
أردنا في أبي حسن مديحاً=كما بالمدح تُنتجع الولاة
فقلنا أكرم الثقلين طرّا=ومن كفيه دجلة و الفرات
فقالوا يقبل المدحات لكن=جوايزه عليهن الصلاة
فقلت لهم وما يغني عيالي=صلاتي إنما الشأن الزكاة
فيأمر لي بكسر الصاد منه=فتصبح لي الصلاة هي الصِلات
فأعجبه صدقه فوصله .
المصدر : وفيات الأعيان لإبن خلكان 2/12
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق