201. الحجاج و رجل من الخوارج
قال القاضي أبوالفرج المعافى : حدّث العتبي قال
: كانت امرأة من الخوارج يقال لها فراشة ، و كانت ذات نية في رأي الخوارج تجهز أصحاب
البصائر ولم يظفر بها ، وكان الحجاج يدعو الله أن يمكنه منها أو من بعض من جهزته فراشة
، فمكث ما شاء الله ثم جيء برجل فقيل له : هذا ممن جهزته فراشة ، فخر ساجداً ثم رفع
رأسه فقال : يا عدو الله ، قال : أنت أولى بها يا حجاج ، قال : أين فراشة ؟ قال : مرت
تطير منذ ثلاث ، قال : أين تطير ؟ قال : ما بين السماء و الأرض ، قال : سألتك عن المرأة
التي جهزتك و أصحابك ، قال : وما تصنع بها ؟ قال : أضرب عنقها ، قال : ويلك يا حجاج
، ما أجهلك ، أدلّك و أنت عدو الله على من هو وليّ الله ؟ لقد ضللت إذن وما أنا من
المهتدين ، قال : فما رأيك في أمير المؤمنين عبدالملك ؟ قال : على ذلك الفاسق لعنة
الله و لعنة اللاعنين ، قال : و لمَ ، لا أمَّ لك ؟ قال : إنه أخطأ خطيئة طبقت ما بين
السماء و الأرض ، قال : وما هي ؟ قال : استعماله إياك على رقاب المسلمين ، فقال لجلسائه
: ما رأيكم فيه ؟ قالوا : نرى أن تقتله قتلة لم يُقتل مثلها أحد ، قال : ويحك يا حجاج
، جلساء أخيك أحسن مجالسة من جلسائك ، قال : و أي أخويَّ تريد ؟ قال : فرعون حين شاور
في موسى فقالوا : ارجئه و أخاه ، و أشار هؤلاء عليك بقتلي ، قال : فهل جمعت القرآن
؟ قال : ما كان مفرقاً فأجمعه ، قال : أقرأته ظاهراً ؟ قال : معاذ الله بل قرأته و
أنا أنظر إليه ، قال : فكيف تراك تلقى الله إن قتلتك ؟ قال : ألقاه بعملي و تلقاه بدمي
، قال : إذن أعجلك إلى النار ، قال : لو علمت أنّ ذلك إليك أحسنت عبادتك و اتّقيت عذابك
و لم أبغِ خلافك و مناقضتك ، قال : إني قاتلك ، قال : إذن أخاصمك ؛ لأنّ الحكم يومئذ
إلى غيرك ، قال : نقمعك عن الكلام السيء ؛ يا حَرَسيّ ، اضربْ عنقه ، و أومأ إلى السياف
ألاّ يقتله ، فجعل يأتيه من بين يديه ومن خلفه و يروعه بالسيف ، فلّما طال ذلك رشح
جبينه ، قال : جزعت من الموت يا عدوالله ؟ قال : لا يا فاسق ، و لكن أبطأت عليّ بما
فيه راحة ؛ قال : يا حرسي ، أوجب جرحه ، فلّما أحسّ بالسيف قال : لا إله إلا الله ،
والله لقد أتمها و رأسه في الأرض .
المصدر : وفيات الأعيان 2/27
202. كلهم يغارون على أهل البيت (ع)
عن عروة بن هشام عن أبيه قال : لما تزوج الحجاج وهو
أميرالمدينة بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، أتى رجل سعيد بن المسيب فذكر له ذلك ، فقال (سعيد) : إني لأرجو الله أن
لا يجمع بينهما ، و لقد دعا داع بذلك فابتهل ، وعسى الله ، فإن أباها لم يزوج إلا الدراهم
. فلما بلغ ذلك عبدالملك بن مروان أبرد البريد الى الحجاج ، وكتب إليه يُغلظ له و يُقصِّر
به ، و يذكر تجاوزه قدره ، و يقسم لئن هو مسّها ليقطعن أحب أعضائه إليه ، و يأمره بتسويغ
أبيها المهر ، و بتعجيل فراقها . ففعل ، فما بقي أحد فيه خير إلا سرّه ذلك .
المصدر : الأغاني 15/9
203. اختلاف محدثين في مصير الحجاج
قيل إن رجلاً أتى الحسن (البصري) فقال : يا أبا سعيد
إني حلفت بالطلاق أن الحجاج في النار ، فما تقول ؟ أقيم مع إمرأتي أم أعتزلها ؟ فقال
له : قد كان الحجاج فاجراً فاسقاً ، و ما أدري ما أقول لك ، إن رحمة الله وسعت كل شي
. و إن الرجل أتى محمد بن سيرين فأخبره بما حلف فرد عليه شبيها بما قاله الحسن ، و
أتى عمرو بن عبيد فقال له : أقم مع زوجتك ، فإن الله تعالى إن غفر للحجاج لم يضرك الزنى
.
المصدر : وفيات الأعيان لإبن خلكان 1/57
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق