198. سعيد بن العاص واليا
قال عَدِيُّ بن حاتم : قدم سعيد بن العاص الكوفة
(واليا) فقال : اغسلوا هذا المنبر ، فإن الوليد (بن عقبة الذي كان والياً قبله) كان
رجلاً نجساً ، فلم يصعده حتى غُسِل ، عيبا على الوليد . وكان الوليد أسنّ منه و أسخى
نفساً و ألين جانبا عندهم .
قال الشاعر :
فررتُ من الوليد الى السعيد=كأهل الحِجْر إذ جزعوا
فباروا
يلينا من قُريش كلّ عام=امير مُحْدَث أو مستشار
لنا نار تُحِّرقنا فنخشى=و ليس لهم فلا يخشون نار
الحجر : هم قوم ثمود .
المصدر : الأغاني 5/159
199. قصر هشام بن عبدالملك وما فيه
(يقول
المغني حماد الراوية) : سرت اثنتى عشرة ليلة (من المدينة الى دمشق) حتى وافيت باب هشام
، فاستأذنت ، فأذن لي ، فدخلت عليه في دار قوراء (واسعة) مفروشة بالرخام ، وهو في مجلس
مفروش بالرخام ، و بين كل رخامتين قضيب ذهب ، وحيطانه كذلك ، و هشام جالس على طنفسة
حمراء و عليه ثياب خز حمر وقد تضمخ بالمسك و العنبر ، وبين يديه مسك مفتوت في أواني
ذهب يقلبه بيده فتفوح روائحه ، فسلّمت فردّ عليّ ، و استدناني فدنوت حتى قبّلت رجله
، و إذا جاريتان لم أر قبلهما مثلهما ، في إذني كل واحدة حلقتان من ذهب فيهما لؤلؤتان
تتوقدان .
المصدر : الأغاني 6/85
200. الحجاج يوصي خلاف رسول الله(ص)
حكى القاضي أبو الفرج المعافى في كتاب (الجليسُ و
الأنيس) قال : لما أراد الحجاج بن يوسف الخروج من البصرة إلى مكة شرّفها الله تعالى
، خطب الناس ، فقال : يا أهل البصرة ، إني أريد الخروج الى مكة ، وقد استخلفت عليكم
محمداً إبني ، و أوصيته بخلاف ما أوصى به رسول الله (ص) في الأنصار ، فإنه أوصى أن
يُقبل من محسنهم و يُتجاوز عن مسيئهم ، ألا و إني قد أوصيته فيكم أن لا يقبل من محسنكم
ولا يتجاوز عن مسيئكم ، ألا وإنكم قائلون بعدي كلمة ليس يمنعكم من إظهارها إلا الخوف
: لا أحسن الله له الصحابة ، و إني مُعجّل لكم الجواب : لا أحسن عليكم الخلافة .
المصدر : وفيات الأعيان لإبن خلكان 2/23
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق