195. الوليد بن عقبة واليا
عن ابن دأْب قال : لما ولّى عثمانُ رضي الله عنه
الوليدَ بن عقبة الكوفة قدمها و عليها سعد ابن أبي وقاص ، فأخبر بقدومه ، فقال : و
ما صنع ؟ قال : وقف في السوق فهو يحدِّث الناس هناك ، و لسنا ننكر شيئاً من شأنه ،
فلم يلبث (الوليد) أن جاءه نصف النهار ، فاستأذن على سعد فأذن له ، فسلم عليه بالإمرة
و جلس معه ، فقال له سعد : ما أقدمك أبا وهب ؟ قال : أحببتُ زيارتك . قال : و على ذلك
أجئت بريداً ؟ قال : أنا أرزن من ذلك ، ولكن القوم احتاجوا الى عملهم فسرحوني إليه
، وقد استعملني أمير المؤمنين على الكوفة ، فلبث (أي سعد) طويلاً ثم قال : لا والله
ما أدري أصلحتَ بعدنا أم فسدنا بعدك ؟
(وفي رواية) العوام بن حوشب : أنه لما قدم (الوليد)
على سعد ، قال له سعد : ما أدري أكِسْتَ (أصبحت كيّساً) بعدنا أم حَمُقْنا بعدك ؟ فقال
: لا تجزعنّ أبا اسحاق ، فإنما هو المُلْك يتغذاه قوم و يتعشاه آخرون ، فقال له سعد
: أراكم والله ستجعلونه مُلْكا .
المصدر : الأغاني 5/136-137
196. الوليد بن عقبة يصلي و هو سكران
قال أبو عبيدة و هشام بن الكلبي و الأصمعي : كان
الوليد بن عقبة زانياً شريب الخمر ، فشرب الخمر بالكوفة (لما كان والياً عليها) و قام
يصلي بهم الصبح في المسجد الجامع ، فصلى بهم أربع ركعات ، ثم التفت إليهم و قال لهم
: أزيدكم ؟ و تقيأ في المحراب ، و قرأ بهم في الصلاة و هو رافع صوته :
علق القلب الربابا=بعدما شابت و شابا
(فأخبر عثمان بذلك ، و أقيم عليه الحد ، جلده بذلك
علي إبن أبي طالب (ع)) فقال رجل من بني عجل :
نادى وقد تمت صلاتهمُ=أأزيدكم- ثَمِلاً – وما يدري
ليزيدهم خيراً و لو قبلوا=لقرنتَ بين الشفع و الوتر
فأبوا أبا وهب ولو فعلوا=وصلتْ صلاتهمُ الى العشر
المصدر : الأغاني : 5/139-140
197. شاهد سكران عند قاضٍ جاهل
عن عمر بن شبّة قال : شهد رجل عند أبي العجاج ، وكان
على البصرة (أي قاضياً) على رجل من المعيطيين (أي من آل أبي معيط) شهادة ، وكان الرجل
الشاهد سكران ، فقال المشهود عليه وهو المعيطي : أعزّك الله إنه لا يُحسن أن يقرأ من
السُكْر ، فقال الشاهد : بلى إني لأُحسن ، فقال : إقرأ ، فقال :
علق القلب الربابا=بعدما شابت و شابا
قال (الراوي) : و إنما تماجن بذلك على المعيطي ،
ليحكي به ما صنع الوليد بن عقبة في محراب الكوفة وقد تقدم للصلاة و هو سكران فأنشد
في صلاته هذا الشعر . و كان أبو العجاج محمّقاً فظن أن هذا قرآن ، فقال : صدق الله
و رسوله . ويلكم ! فلم تعلمون ولا تعملون ؟
المصدر : الأغاني 5/141
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق