189. هشام بن عبدالملك و النصب
قال أبو معاوية الضرير
: بعث هشام بن عبدالملك إلى الأعمش (الإمام سليمان بن مهران) أن اكتب لي مناقب عثمان
و مساوئ علي ، فأخذ الأعمش القرطاس و أدخلها في فم شاة فلاكتها ، و قال لرسوله : قل
هذا جوابك ، فقال له الرسول : إنه قد آلى أن يقتلني إن لم آته بجوابك .وتحمّل عليه
بإخوانه ، فقالوا له : يا أبا محمد ، افتده من القتل ، فلما ألحوا عليه كتب له : (بسم
الله الرحمن الرحيم ، أما بعد يا أمير المؤمنين فلو كانت لعثمان ، رضي الله عنه ، مناقب
أهل الأرض ، ما نفعتك ، و لو كانت لعلي ، رضي الله عنه ، مساوئ أهل الأرض ، ما ضرتك
، فعليك بخويصة نفسك ، و السلام) .
المصدر : وفيات الاعيان 2/336
190. بين الإمام طاووس اليماني و هشام بن عبدالملك
حكي أن هشام بن عبدالملك
قدم حاجّاً إلى بيت الله الحرام ، فلما دخل الحرم ، قال : إيتوني برجل من الصحابة ،
فقيل : يا أميرالمؤمنين قد تفانوا ، قال : فمن التابعين ، فأوتي بطاووس اليماني ، فلما
دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه و لم يسلم بإمرة المؤمنين ، ولم يكنّه ، وجلس الى
جانبه بغير إذن ، و قال : كيف أنت يا هشام ؟ فغضب من ذلك غضباً شديداً حتى هم بقتله
، فقيل : يا أميرالمؤمنين أنت في حرم الله و حرم رسوله (ص) لا يمكن ذلك ، فقال له
: ما حملك على ما صنعت ؟ قال : و ما صنعت ؟ فاشتد غضبه له و غيظه ، و قال : خلعت نعليك
بحاشية بساطي ، ولم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين ، ولم تكنني و جلست بإزائي بغير إذني
، و قلت : يا هشام كيف أنت . قال : أما خلع نعالي بحاشية بساطك فإني أخلعها بين يدي
رب العزة كل يوم خمس مرات فلا يعاتبني ولا يغضب عليّ ؛ و أما ما قلت : لم تسلم عليّ
بإمرة المؤمنين فليس كل المؤمنين راضيين بإمرتك فخفت أن أكون كاذباً ، و أما ما قلت
: لم تكنني فإن الله عزوجل سمى أنبياءه ، فقال : ياداوود ، يايحيى ، ياعيسى ، وكنّى
أعداءه فقال : ((تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)) ؛ و أما قولك : جلست بإزائي ، فإني سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ،
رضي الله عنه ، يقول : إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار ، فانظر إلى رجل جالس
و حوله قوم قيام.
فقال له عظني ، قال
: إني سمعت أميرالمؤمنين رضي الله عنه يقول : إن في جهنم حيات كالقلال ، و عقارب كالبغال
، تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته . ثم قام (أي طاووس) و خرج .
المصدر : وفيات الأعيان 2/417
191. هشام يرضى بسب الرسول (ص)
يقول زيد بن علي لجابر
الجعفي : (يا جابر ، لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله ، وتحوكم الى الجبت و الطاغوت
، وذلك أني شهدت هشاماً و رجل عنده يسبُّ رسول الله (ص) فقلت للساب : ويلك يا كافر
، أما إني لو تمكنت منك لأختطفت روحك ، و عجلتك الى النار . فقال هشام : مه عن جلسائنا
يا زيد . فوالله – و الكلام لزيد – لو لم يكن إلا أنا و ابني يحيى لخرجت عليه و جاهدته
حتى أفنى .
المصدر : النبي و
أهل بيته في الشعر العربي ج4 تحت الطبع نقلاً عن تنبيه الغافلين ص103 .
التعليق :
لم يتوقفوا عند سب
علي بن ابي طالب (ع) حتى تعدوا ذلك الى رسول الله (ص) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق