180. غصب و يمين كاذب
أورد الطبري في تاريخه في حوادث سنة 93 هـ قال حج الوليد
بن عبدالملك , و حج محمد بن يوسف واليه على اليمن , و حمل الأخير هدايا كثيرة إلى الوليد
, فقالت أم البنين للوليد – وهي زوجته - : اجعل لي هدية محمد بن يوسف , فأمر بصرفها
إليها , فجاءت رسل أم البنين إلى محمد بن يوسف لتسلمها , فأبى و قال : ينظر إليها أمير
المؤمنين فيرى رأيه . فقالت : يا أمير المؤمنين إنك أمرت بهدايا محمد أن تصرف إليّ
, ولا حاجة لي فيها . قال : ولم ؟ قالت : بلغني أنه غصبها الناس , وكلفهم عملها , و
ظلمهم . و حمل محمد المتاع الى الوليد , فقال : بلغني أنك أصبتها غصباً . قال : معاذ
الله ! فأمر فاستحلف بين الركن و المقام خمسين يميناً بالله ما غصب شيئاً منها , ولا
ظلم أحداً , ولا أصابها إلاّ مِن طيّب , فحلف , فقبلها الوليد و دفعها الى أم البنين
فمات محمد بن يوسف باليمن , أصابه داء تقطَّع منه .
181. عبدالملك لا يريد العقلاء
دخل إياس بن معاوية الشام و هو غلام ، وتقدم خصمه
– وكان شيخاً – إلى قاضٍ لعبدالملك ابن مروان فقال له القاضي : أتتقدم شيخاً كبيراً
؟ قال : الحق أكبر منه ، قال : اسكت ، قال : فمن ينطق بحجتي ؟ قال : لا أظنك تقول حقا
حتى تقوم ؟ قال : لا إله إلا الله . فقام القاضي و دخل على عبدالملك ، فخبره الخبر
، فقال : اقضِ حاجته و أخرجه من الشام لا يفسد عليّ الناس .
المصدر : وفيات الأعيان لإبن خلكان 1/378
182. استعملا التقية
لما ولى عمر بن هُبيرة الفزاري العراق ، و أضيفت
إليه خراسان ، و ذلك في أيام يزيد بن عبدالملك ، استدعى (أي عمر) الحسن البصري و محمد
بن سيرين و الشعبي ، و ذلك في سنة ثلاث و مائة فقال لهم : إن يزيد خليفة استخلفه على
عباده ، و أخذ عليهم الميثاق بطاعته و أخذ عهدنا بالسمع و الطاعة ، وقد ولاني ما ترون
فيكتب إلى بالأمر من أمره فأقلده ما تقلد من ذلك الأمر ، فما ترون ؟ فقال ابن سيرين
و الشعبي قولا فيه تقية . فقال ابن هُبيرة : ما تقول يا حسن ؟ فقال : يا ابن هبيرة
، خِف الله في يزيد ، و لاتخف يزيد في الله ، إن الله يمنعك من يزيد ، و إن يزيد لا
يمنعك من الله و أوشك أن يبعث إليك ملكاً فيزيلك عن سريرك و يخرجك من سعة قصرك الى
ضيق قبرك ، ثم لا ينجيك إلا عملك ، يا ابن هبيرة إن تعص الله فإنما جعل الله هذا السلطان
لدين الله و عباده ، فلا تركبن دين الله و عباده بسلطان الله ، فإنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق .
فأجازهم ابن هبيرة ، و أضعف جائزة الحسن .فقال الشعبي
لإبن سيرين : سفسفنا له ، فسفسف لنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق