177. فاجران يلتقيان
سمع الوليد بن يزيد (بن عبدالملك) بخبر شراعة بن الزندبود
، و ظرفه و صلاحه لمنادمة مثله ، فاستحضره فقال له : يا شراعة ، إني والله ما أرسلت
إليك لأسألك عن كتاب الله و لا سنة رسوله ، فقال : لو سألتني عنها لوجدتني فيها حماراً
. قال : و لكن لأسألك عن الفتوة ، قال : فأنا دهقانها الخبير و طبيبها الرفيق ، فقال
له : ما تقول في الشراب ؟ فقال : عن أيه تسألني ؟ قال : عن الماء ، قال : هو قوام البدن
و يشاركني فيه الحمار . قال : فاللبن ؟ قال : ما نظرت إليه إلا استحييت من أمي لطول
إرضاعها لي .
قال : فالخمر ؟ قال : إنه صديق روحي . قال الوليد : و أنت
أيضا صديقي . ثم سأله (أي الوليد) عن أصلح مكان للشرب ، فقال : عجبت لمن لا تحرقه الشمس
و لا يغرقه المطر لا يشرب مصحراً ، فوالله ما شرب الناس على وجه أحسن من وجه الماء
، وصفو الهواء ، و خضرة الكلأ ، و سعة الفضاء ، و قمر الشتاء .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/26
178. الخليفة يشرب و يُسقي بالإكراه
أهديت الى الوليد (بن يزيد بن عبدالملك) جفنة بلور ، فملأها
خمراً ، و طلع القمر ، و هو يشرب ، فقال : أين القمر الليلة ؟ فذكر له بعض الأبراج
، فقال بعض ندمائه : هو الجفنة . فضحك و قال : لاصطبحن الهفتجة (لأشربن طول الاسبوع)
، فقال له حاجبه : إن قريشا ووفود العرب بالباب ، و الخلافة ترق عن هذه الحالة . فقال
: اسقوه ، فأبى ، فوضع القمع في فيه ، و سقوه حتى خر ما يعقل .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/28
179. مدمن خمر يعاتب مدمنا
كان وكيع بن أُبي أسود مدمنا ( و كان غلب على خراسان تسعة
أشهر ) فولّى ابن أخيه بعض الأعمال ، فبلغه أنه يشرب (الخمر) ، فدعا به و قال : إني
استعملتك لأشرِّفك و ارفع ذكرك فأقبلت على الشراب ! فقال : والله ما شربت حسوة منذ
وليتني ، و لكني الساعة سكران . قال : من أي شيء ؟ قال : من ريحها منك .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/19
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق