84. صعصعة بن صوحان
عن عاصم بن أبي النجود عمن شهد بذلك : أن معاوية حين قدم الكوفة , دخل عليه رجال من أصحاب علي (ع) و كان الحسن (ع) قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمين بأسمائهم و أسماء آبائهم , وكان فيهم صعصعة , فلما دخل عليه صعصعة قال معاوية لصعصعة : أما والله إني كنت لأبغض أن تدخل في أمان . قال : و أنا والله أبغض أن أسميك بهذا الإسم . ثم سلّم عليه بالخلافة . فقال معاوية : إن كنت صادقاً فاصعد المنبر فالعن عليا . فصعد المنبر و حمد الله و أثنى عليه ثم قال : ( أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدّم شره و أخر خيره , و إنه أمرني أن ألعن عليا , فالعنوه لعنه الله ). فضج أهل المسجد بآمين , فلما رجع إليه أخبره بما قال , فقال معاوية : لا والله ما عنيت غيري , إرجع حتى تسميه باسمه , فرجع و صعد المنبر ثم قال : ( أيها الناس إن أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوا من لعن علي بن أبي طالب , وقال : فضجوا بآمين ) فلما خبر معاوية قال : ( والله ما عنى غيري , أخرجوه , لا يساكنني في بلد فأخرجوه ).
نقلاً عن كتاب الغارات 2/888
85. جعل (الله) الشفاء في تربته
كتب فيصل الدويسان النائب في مجلس الأمة الكويتي رداً على نائب آخر من السلفيين الذين ينكرون زيارة القبور :
(لبيان أهمية زيارة القبور و التبرك بأصحابها من الأولياء خذ عندك قصة شفاء الخلدي من الجرب ببركة تراب الإمام الحسين عليه السلام ، فمن هو الخلدي لدى أهل السنة ؟ إنه جعفر بن محمد الخلدي المتوفى عام 348 هـ ، ترجمته في تاريخ بغداد ج7 رقم 3715 ، قال عنه الخطيب البغدادي : ((كان ثقة صادقاً ديّنا فاضلا)) وفي المنتظم لإبن الجوزي ج14 رقم 2588 قال عن الخلدي : ((كان ثقة ، صدوقا ديّنا ، حجّ ستين حجة)) . وقد روى قصته ابن الجوزي في نفس الكتاب 5/346 : (سمعت جعفر الخلدي يقول : كان بي جرب عظيم ، فتمسحت بتراب قبر الحسين ، فغفوت فانتبهت وليس عليّ منه شيء) .
وكذلك وردت قصة شفاء الخلدي في تاريخ حلب لإبن العديم ج6 ، والأمالي الشجرية لإبن الشجري .
المصدر : جريدة الوطن الكويتية (ت 27/7/2009 م ).
86. بركة رأس الحسين (ع)
قال المقريزي في كتابه الخطط و الآثار : قال ابن عبدالظاهر : مشهد الإمام الحسين – صلوات الله عليه – قد ذكرنا أن طلائع بن رزّيك – المنعوت بالصالح – كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان لما خاف عليها من الفرنج ، وبنى جامعه خارج باب زويلة ليدفنه به و يفوز بهذا الفخار ، فغلبه أهل القصر على ذلك و قالوا : لا يكون ذلك إلا عندنا فعمدوا إلى هذا المكان و بنوه له و نقلوا الرخام إليه ، و ذلك في خلافة الفائز على يد طلائع في سنة تسع وأربعين و خمسمائة .
و سمعت من يحكي حكاية يُستدل بها على بعض شرف هذا الرأس الكريم المبارك ، وهي أن السلطان الملك الناصر(صلاح الدين) لما أخذ القصر(الملك الفاطمي) ، وُشي إليه بخادم له قدر في الدولة المصرية ، وكان بيده زمام القصر ، وقيل له : إنه يعرف الأموال التي بالقصر والدفائن ، فأُخذ و سُئِل فلم يجب بشيء و تجاهل ، فأمر صلاح الدين نوّابه بتعذيبه ، فأخذه متولي العقوبة و جعل على رأسه خنافس و شدّ عليها قرمزية ، و قيل : إن هذه أشدُّ العقوبات ، و أن الإنسان لا يطيق الصبر عليها ساعة إلا تُنقب دماغه و تقتله ، ففعل ذلك به مراراً وهو لا يتأوه وتوجد الخنافس ميتة ، فعجب من ذلك و أحضره و قال له : هذا سرٌّ فيك ولابد أن تُعرّفني به . فقال : والله ما سبب هذا إلا أني لما وَحَلَت رأس الحسين حملتُها . قال : و أي سرٍّ أعظم من هذا . و راجع في شأنه فعفا عنه .
المصدر : الخطط و الآثار للمقريزي 1/427.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق