78. أهل التكريم
رأى الإمام الحسن بن علي (ع) غلاماً أسود يأكل من رغيف لقمة ويطعم كلباً هناك لقمة , فقال له : ما حملك على هذا ؟ فقال : إني استحيي منه أن آكل ولا أطعمه , فقال الحسن : لا تبرح من مكانك حتى آتيك , فذهب إلى سيد الغلام فاشتراه و اشترى الحائط (البستان) الذي هو فيه فاعتقه و ملّكه الحائط.
المصدر : البداية و النهاية لابن كثير الدمشقي
8/40
79. عام الجماعة عند الجاحظ
قال الجاحظ في رسالته في بني أمية : فعندما استوى معاوية على الملك ، و استبد على بقية الشورى ، و على جماعة المسلمين من الأنصار و المهاجرين في العام الذي سموه عام الجماعة ، و ما كان عام جماعة ، بل كان عام فرقة و قهر و جبرية و غلبة ، و العام الذي تحولت فيه الإمامة ملكا كسرويا و الخلافة منصبا قيصيريا .
المصدر : رسائل الجاحظ – الرسائل الكلامية – ص241 .
80. المتكبرون
قال الجاحظ : المذكورون بالكبر من قريش بنو مخزوم و بنو أمية ، و من العرب بنو جعفر بن كلاب و بنو زرارة بن عدس . و أما الأكاسرة فكانوا لا يعدّون الناس إلا عبيداً لهم ، و أنفسهم إلا أربابا . و الكبر في الأجناس الذليلة أرسخ ، و لكن القلة و الذلة مانعتان من ظهور كبرهم . و الجملة إن من قدر من الوضعاء أدنى قدرة ظهر من كبره ما لا خفاء به .
وشيء قد قتلته علما ، و هو أني لم أرَ ذا كبر قط على من دونه إلا و هو يذل لمن فوقه بمقدار ذلك ووزنه .
وقال : و أما بنو مخزوم و بنو أمية و بنو جعفر بن كلاب وإختصاصهم بالتيه فإنه أبطرهم ما وجدوه لأنفسهم من الفضيلة ، و لو كان في قوى عقولهم فضل على قوى دواعي الحمية فيهم لكانوا كبني هاشم في تواضعهم و إنصافهم لمن دونهم .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 4/180
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق