74. أب و ابنه يتقاتلان
قال الأشتر – في معركة صفين - : يا أهل العراق أما من رجل يشري نفسه لله ؟! فخرج أثال بن حجل فنادى بين المعسكرين : هل من مبارز ؟ فدعا معاوية حجلاً فقال : دونك الرجل . وكانا مستبصرين في رأيهما ، فبرز كلُّ واحدٍ منهما إلى صاحبه فبدره الشيخ بطعنة فطعنه الغلام ، و انتمى فإذا هو ابنه ، فنزلا فاعتنق كل واحدٍ منهما صاحبه و بكيا ، فقال الأب : أي أثالُ ، هلمَّ إلى الدنيا . فقال له الغلام : يا أبه ، هلمَّ إلى الآخرة ، والله : يا أبه ، لو كان من رأيي الانصراف إلى أهل الشام لوجب عليك أن يكون من رأيك لي أن تنهاني . واسوأتاه ، فماذا أقول لعليِّ و للمؤمنين الصالحين ؟! كن على ما أنت عليه ، و أنا أكون على ما أنا عليه . و انصرف حجل إلى أهل الشام ، و انصرف أثال إلى أهل العراق ، فخبَّر كل واحدٍ منهما أصحابه .
المصدر : صفين لنصر بن مزاحم 443 .
و أورد صاحب أعيان الشيعة مجلد 4 ص41 قصيدة عن حجل حول هذه الواقعة هي :
إن حجل بن عامر وأثالا=أصبحا يضربان في الأمثال
أقبل الفارس المدجج في النقع أثال يدعو يريد نزالي
دون أهل العراق يخطر كالفحل على ظهر هيكل ذيال
فدعاني له ابن هند ومازا=ل قليلاً في صحبه أمثالي
فتناولته ببادرة الرمح و أهوى بأسمر عسال
فاطعنا وذاك من حدث الدهر عظيم فتى لشيخ بالي
شاجراً بالقناة صدر أبيه=وعزيز علي طعن أثال
لا أبالي حين اعترضت أثالا=وأثال كذاك ليس يبالي
فافترقنا على السلامة و النفس=يقيها مؤخر الأجال
لا يراني على الهدى و أراه=من هدانا على سبيل ضلال
فلما انتهى شعره إلى أهل العراق قال ابنه أثال مجيباً له :
إن طعني وسط العجاجة حجلا=لم يكن في الذي نويت عقوقا
كنت أرجو به الثواب من الله=وكوني مع النبي رفيقا
لم أزل أنصر العراق على الشام=أراني بفعل ذاك حقيقا
قال أهل العراق إذ عظم الخطب=ونق المبارزون نقيقا
من فتى يأخذ الطريق إلى الله=فكنت الذي أخذت الطريقا
حاسر الرأس لا أريد سوى الموت=أرى الأعظم الجليل دقيقا
فإذا فارس تقحم في النقع=خدبا مثل السحوق عنيقا
فبداني حجل ببادرة الطعن=وما كنت قبلها مسبوقا
فتلقيته بعالية الرمح=كلانا يطاول العيوقا
أحمد الله ذا الجلالة و القدرة=حمداً يزيدني توفيقا
لم أنل قتله ببادرة الطعنة=منى ولم أكن مفروقا
(إذ كففت السنان عنه ولم أرد=قتيلاً أبي ولا مفروقا خ ل)
قلت للشيخ لست أكفرك الدهر=لطيف الغذاء و التفنيقا
غير أني أخاف أن تدخل النار=فلا تعصني وكن لي رفيقا
وكذا قال لي فغرب تغريبا=و شرقت راجعا تشريقا
وقال في ذلك حجل :
إن حجل بن عامر وأثالاً=أصبحا يضربان في الأمثال
أقبل الفارس المرجع في النقع أثال يدعو يريد نزاني
دون أهل العراق يخطر كالفحل على ظهر هيكل ذيال
فدعاني له ابن هند وما زا=ل قليلاً في صحبه أمثالي
فيتناولته ببادرة الرمح و أهوى بأسمر عسّال
فاطّعنّا وذاك من حدث الدهر عظيم فتى لشيخ بالي
شاجراً بالقناة صدر أبيه=وعزيز عليّ طعن أثال
لا أبالي حين اعترضت أثالاً=وأثال كذلك ليس يبالي
فافترقنا على السلامة والنفس يفيها مؤخر الآجال
لايراني على الهدى وأراه=من هدانا على سبيل الضلال
فلما انتهى شعره الى أهل العراق قال ابنه أثال مجيبا له :
إن طعني وسط العجاجة حجلاً=لم يكن في الذي نويت عقوقا
كنت أرجو به الثواب من الله وكوني مع النبي رفيقا
لم أزل أنصر العراق على الشام أراني بفعل ذاك حقيقا
قال أهل العراق إذ عظم الخطب ونقَّ المبارزون نقيقا
من فتى يأخذ الطريق إلى الله فكنت الذي أخذت الطريقا
حاسر الرأس لا أريد سوى الموت ارى الأعظم الجليل دقيقا
فإذا فارس تقحّم في النقع خذّبا مثل السحوق عنيفا
فباداني حجل ببادرة الطعن وما كنت قبلها مسبوقا
فتلقيته بعالية الرمح كلانا يطاول العيّوقا
أحمد الله ذا الجلالة و القدرة حمداً يزيدني توفيقا
لم أنل قتله ببادرة الطعنة منى ولم أكن مفروقا
قلت للشيخ لست أكفرك الدهر لطيف الغذاء و التفنيقا
غير أني أخاف أن تدخل النار فلا تعصني وكن لي رفيقا
وكذا قال لي فغرّب تغريبا وشرّقا راجعا تشريقا
المصدر : أعيان الشيعة مج 4/42-43.
75. ما نال ما أملّه
أورد الطبري بسنده أن أناساً كانوا أتوا عليا قبل الوقعة – وقعة صفين – فقالوا : إنا لا نرى خالد بن المعمر إلا قد كاتب معاوية ، وقد خشينا أن يتابعه . فبعث إليه علي و إلى رجال من اشرافنا ، فحمدالله و أثنى عليه ، ثم قال : أما بعد يا معشر ربيعة ، فأنتم أنصاري و مجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في نفسي وقد بلغني أن معاوية قد كاتب صاحبكم خالد بن المعمّر وقد أتيت به ، و جمعتكم لأشهدكم عليه و لتسمعوا أيضاً ما أقوله . ثم أقبل عليه ، فقال : يا خالد بن المعمر ، إن كان ما بلغني حقا فإني أُشهد الله و من حضرني من المسلمين أنك آمن حتى تلحق بأرض العراق أو الحجاز أو أرض لا سلطان لمعاوية فيها ، و إن كنت مكذوبا عليك فإن صدقتنا نطمئن إليك . فحلف بالله ما فعل .
المصدر : تاريخ الطبري 4/301 .
وأورد نصر بن مزاحم (لما رأى معاوية هجوم قبيلة ربيعة عليه) : خلى معاوية عنهم و عن سرادقه و خرج فاراً عنه لائذاً إلى بعض مضارب العسكر ، فدخل فيه . و بعث معاوية إلى خالد بن المعمّر : إنك قد ظفرت ، ولك إمرة خراسان إن لم تتِمّ فطمع خالد في ذلك ولم يُتم ، فأمّره معاوية – حين بايعه الناس – على خراسان ، فمات قبل أن يصل إليها .
المصدر : صفين 306.
76. زياد يدفن أحدهم حيا
قال معاوية ابن أبي سفيان لعبدالرحمن بن حسان : إيه يا أخا ربيعة ما قولك في عليّ ؟ قال : دعني ولا تسألني فإنه خير لك . قال : لا أدعك حتى تخبرني عنه ، قال : أشهد أنه من الذاكرين الله كثيراً و الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر و العافين عن الناس . قال : فما تقول في عثمان ؟ قال : هو أول من فتح أبواب الظلم و ارتج أبواب الحق . قال : قتلت نفسك . قال : بل إياك قتلت ، لا ربيعة بالوادي (يعني إنه ليس ثَمَّ أحد من قومه فيتكلم فيه) . فبعث به معاوية إلى زياد ، وكتب إليه : إن هذا شر من بعثت به ، فعاقبه بالعقوبة التي هو أهلها و اقتله شر قتلة .
فلما قدم على زياد بعث به الى قس الناطق (موضع قريب من الكوفة) فدفنه حيا.
المصدر : الأغاني ج17 ص156/167.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق