269. النقادّ داق الرقبة
روي أنه – أي زياد بن أبيه – كان أحضر قوماً بلغه أنهم شيعة
لعلي ليدعوهم الى لعن علي , والبراءة منه , أو يضرب أعناقهم , و كانوا سبعين رجلاً
, فصعد المنبر , و جعل يتكلم بالوعيد و التهديد , فنام بعض القوم , وهو جالس , فقال
له بعض أصحابه : تنام وقد أحضرت لتقُتَل ؟ فقال : من عمود إلى عمود فرقان , لقد رأيت
في نومتي هذه عجباً . قالوا : وما رأيت ؟ قال رأيت رجلاً أسود دخل المسجد فضرب رأسه
السقف , فقلت : من أنت يا هذا ؟ فقال أنا النقاد داق الرقبة . قلت : و أين تريد ؟ قال : أدق عنق هذا الجبار الذي يتكلم
على هذه الأعواد.
فبينما زياد يتكلم على المنبر إذ قبض على إصبعه ثم صاح :
يدي ! و سقط عن المنبر مغشياً عليه فأدخل القصر , و قد طُعن في خنصره اليمنى , فجعل
لا يتغاذ (لا ينقطع سيلان الدم) فأحضر الطبيب , فقال له : إقطع يدي , قال : أيها الأمير
أخبرني عن الوجع تجده في يدك أو قلبك ؟ قال والله إلا في قلبي ،قال : فعش سويا .
المصدر : تاريخ اليعقوبي 2/147
تعليق :
ما مكث إلا يسيراً حتى مات من علته هذه.
270. له سلطانه و عليّ وزري
كان أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي شاعراً و من ذوي المكانة
عند عبدالعزيز بن مروان بمصر , ثم تحول عنه الى أخيه بشر بن مروان بالعراق . كان يشارك
في الغزو و له رأي في السياسة . عرض عليه عبدالملك بن مروان مالاً ليذهب الى الحجاز
ويقاتل عبدالله بن الزبير , فأبى و قال :
و لست بقاتلٍ رجلاً يصلي=على سلطان آخر من قريش
له سلطانه و عليّ وزري=معاذ الله من سفه و طيش
المصدر : هامش ربيع الابرار 1/287
271. الإباء القاتل
خرج قيس بن زهير (رئيس قبيلة عبس في الجاهلية) ممتاراً (أي
يطلب الطعام) فبصر بنار فأمها , ثم أبت نفسه ذل المسألة , فصار الى شجرة ذات سم فأكل
من ورقها , ثم مال الى الوادي فنام في الشمس و مات .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 1/337
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق