220. أيهما أحق
أورد الطبري في تاريخه بسنده إلى حصيرة بن عبدالله و أبي
زهير العبسي قالا : إن الأزارقة – الخوارج – و المهلب – ابن أبي صفرة – بعدما اقتتلوا
بسولاف ثمانية أشهر بلغ الخوارج مقتل مصعب بن الزبير قبل أن يبلغ المهلّب و أصحابه
, فناداهم الخوارج : ما قولكم في مصعب ؟ قالوا : إمام هدى , قالوا : فهو وليكم في الدنيا
و الآخرة ؟ قالوا : نعم , قالوا : و أنتم أولياؤه أحياء و أمواتا ؟ قالوا : نعم . قالوا
: فما قولكم في عبدالملك بن مروان ؟ قالوا : ذلك ابن اللعين , نحن إلى الله منه براء
. هو عندنا أحل دماً منكم . قالوا : فأنتم منه براء في الدنيا و الآخرة ؟ فقالوا :
نعم كبرائتنا منكم . قالوا : و أنتم له أعداء أحياء و أمواتاً ؟ قالوا : نعم . نحن
له أعداء كعداوتنا لكم . قالوا : فإن إمامكم مصعباً قد قتله عبدالملك بن مروان , و
نراكم ستجعلون غداً عبدالمللك إمامكم , و أنتم الآن تتبرأون منه , و تلعنون أباه .
قالوا : كذبتم يا أعداء الله . فلما كان من الغد تبين لهم قتل مصعب , فبايع المهلب
الناس لعبدالملك بن مروان . فأتتهم الخوارج فقالوا : ما تقولون في مصعب ؟ قالوا : يا
أعداء الله , لا نخبركم ما قولنا فيه , و كرهوا أن يكذِّبوا أنفسهم عندهم . قالوا
: فقد أخبرتمونا أمس أنه وليكم في الدنيا و الآخرة , و أنكم أولياؤه أحياء و أمواتا
فأخبرونا ما قولكم في عبدالملك ؟ قالوا : ذاك إمامنا و خليفتنا – ولم يجدوا إذ بايعوه
بداً من أن يقولوا هذا القول - . قالت لهم الأزارقة : يا أعداء الله , أنتم بالأمس
تتبرأون منه في الدنيا و الآخرة , و تزعمون أنكم له أعداء أحياء و أمواتا وهو اليوم
إمامكم و خليفتكم , وقد قتل إمامكم الذي كنتم تولونه ! فأيهما المحق ؟ و أيهما المهتدي
؟ و أيهما الضال ؟ قالوا لهم : يا أعداء الله , رضينا بذاك إذ كان وليّ أمورنا , و
نرضى بهذا كما رضينا بذلك . قالوا لا والله و لكنكم إخوان الشياطين و أولياء الظالمين
و عبيد الدنيا .
المصدر : تاريخ الطبري 5/269
221. الحجاج حقود حسود
قال
عبدالملك للحجاج : أصدقني من نفسك فليس العاقل إلا من عرف نفسه . قال : أنا حديد حقود
حسود.
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 3/147
222. يمني يرد على الحجاج
أورد
الزمخشري عن :
طاووس
(بن كيسان) : ما شفاني أحد من الحجاج ما شفاني يمني , قال له الحجاج وهو يطوف يا يمني
, كيف خلّفت محمد بن يوسف ؟ قال : عظيما سمينا . قال: لست عن السمن أسألك , و لكن عن
عدله في رعيته , قال : خلفته ظلوماً غشوماً . قال : كيف لا تشكوه إلى من فوقه ؟ قال
: ذاك والله شر منه . قال : تعرفني ؟ قال : نعم , أنت الحجاج بن يوسف . قال : تعرف
مكانه مني ؟ قال : هو أخوك , قال نعم : فلم يمنعك ذلك أن قلت ما قلت . قال : أترى مكان
الله أهون عندي من مكانك ؟ قال : أي العرب خير ؟ قال : بنو هاشم . قال : لِمَ ؟ قال
: لأن محمد (ص) منهم . قال : و أيهم شر ؟ قال : ثقيف , قال : لِمَ ؟ قال : لأن الحجاج
منهم .
فدعا
بعشرة آلاف فأعطاه . ثم قال يا طاووس هذا رجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 3/154
تتمة :
محمد
بن يوسف الثقفي هو أخو الحجاج , ولاه صنعاء ثم ضم إليه الجند . كان جائراً . جمع المجذومين
بصنعاء و جمع لهم الحطب ليحرقهم , فمات قبل تنفيذ العملية سنة 91 هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق