153. تسميم عبدالرحمن بن خالد بن الوليد
خطب معاوية فقال : يا أهل الشام إنه قد كبرت سني
، و قرب أجلي ، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاماً لكم ، إنما أنا رجل منكم فروا رأيكم
، فأصفقوا و اجتمعوا و قالوا : رضينا عبدالرحمن بن خالد فشقّ ذلك على معاوية و أسّرها
في نفسه ، ثم إن عبدالرحمن مرض فأمر معاوية طبيباً عنده يهودياً وكان عنده مكينا أن
يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها ، فأتاه فسقاه فانخرق بطنه فمات ـ ثم دخل أخوه المهاجر
بن خالد دمشق مستخفياً هو وغلام له فرصدا ذلك اليهودي فخرج ليلاً من عند معاوية فهجم
عليه و معه قوم هربوا عنه ، فقتله المهاجر .
المصدر : الاستيعاب : القسم الثاني /829 رقم
1402.
قال ابن أبي الحديد : كان المهاجر بن خالد بن الوليد
علوي الرأي جداً ، وكان أخوه عبدالرحمن بخلافه . شهد المهاجر صفين مع علي ، وشهدها
عبدالرحمن مع معاوية ، وكان المهاجر مع علي يوم الجمل ، وفقئت ذلك اليوم عينه.
المصدر : أعيان الشيعة المجلد 15/11.
تعليق : قرأت أنه لما أنكر
عليه معاوية قتل اليهودي الذي قتل اخاه قال له : قتلت القاتل وبقي الآمر . (يقصد أنت
يا معاوية).
154. الغلو في معاوية
قال شمس الدين البناء
المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (ص399) : و في أهل أصفهان بله و
غلوّ في معاوية ، ووُصف لي رجل بالزهد و التعبد فقصدته ، و تركت القافلة خلفي ، وبتّ
عنده تلك الليلة ، و جعلت أسائله إلى أن قلت : ما قولك في الصاحب بن عبّاد (هو الوزير
الشيعي الوحيد) ، فجعل يلعنه ثم قال : إنه أتانا بمذهب لا نعرفه . قلت وما هو ؟ قال
: يقول : معاوية لم يكن مرسلاً : قلت : وما تقول أنت ؟ قال : أقول كما قال الله عزوجل
: ((لانفرق بين أحد من رسله)) ، أبوبكر كان مرسلاً ، و عمر كان مرسلاً ، حتى ذكر الأربعة
، ثم قال : ومعاوية كان مرسلاً . قلت : لا تفعل ، أمّا الأربعة فكانوا خلفاء و معاوية
كان ملكاً ، قال النبي (ص) : الخلافة بعدي إلى ثلاثين سنة ثم تكون ملكاً . فجعل يشنّع
عليّ و أصبح يقول للناس : هذا رجل رافضيّ ، فلو لم أدرك القافلة لبطشوا بي .
المصدر : الغدير 11
/461
155. سلموا على معاوية بالنبوة
ذكر ابن جرير أن عمرو بن العاص قدم في وفد أهل مصر
إلى معاوية ، فقال لهم في الطريق : إذا دخلتم على معاوية فلا تسلموا عليه بالخلافة
فإنه لا يحب ذلك ، فلما دخل عليه عمرو قبلهم ، قال معاوية لحاجبه : أدخلهم ، و أوعز
إليه أن يخوفهم في الدخول عليه – وقد أهانوهم – جعل أحدهم إذا دخل يقول : السلام عليك
يا رسول الله ، فلما نهض عمرو من عنده قال : قبّحكم الله ، نهيتكم عن أن تسلموا عليه
بالخلافة فسلّمتم عليه بالنبوة .
المصدر : البداية و النهاية لإبن كثير 8/148.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق