150. عبدالملك لكثيرعزة : إحلف بأبي تراب
لما خرج عبدالملك (بن مروان إلى حرب عبدالله بن الزبير)
نظر إلى كثّير (الشاعر) في ناحية عسكره يسير مطرقا ، فدعا به ، وقال : لأعلم ما أسكتك
و ألقى عليك بثك ، فإن أخبرتك عنه أتصدقني ؟ قال : نعم ! قال (عبدالملك) : قل و حق
أبي تراب (يعني علي بن أبي طالب) لتصدقني ، قال : والله لأصدقنك . قال : لا ، أو تحلف
به (أي بعلي) ، فحلف به . فقال (عبدالملك) تقول : رجلان من قريش يلقى أحدهما صاحبه
فيحاربه ، القاتل و المقتول في النار ، فما معنى سيري مع أحدهما إلى الآخر ولا آمن
سهما عاثراً لعله أن يصيبني فيقتلني فأكون معهما ! قال : والله يا أمير المؤمنين ما
أخطأت . قال : فارجع من قريب ، و أمر له بجائزة .
المصدر : الأغاني 9/29
151. دعاء عقبة
بعث معاويةُ عقبةَ بن نافع الفهري إلى أفريقية في
عشرة آلاف مقاتل فافتتحها عقبة ، و أختط القيروان ، و كان موضعها غابة لا ترام من السباع
و الحيات و الحشرات فدعا الله تعالى فجعلن يخرجن منها بأولادهن من الأوكار و الأحجار
، فبناها و لم يزل بها حتى سنة 62 هـ .
152. موسى بن نُصير فاتح الأندلس
كان من التابعين ، رضي الله عنهم ، وكان عاقلاً كريماً
شجاعاً ورعاً تقياً لله تعالى ، لم يهزم له جيش قط .
وكان والده نُصير على حرس معاوية بن أبي سفيان و
منزلته عنده مكينة . ولما خرج معاوية لقتال علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، لم يخرج
معه ، فقال له معاوية : ما منعك من الخروج معي ولي عندك يد لم تُكافئني عليها ؟ فقال
: لم يمكني أن أشكرك بكفر من هو أولى بشكري ، فقال : ومن هو ؟ قال : الله عزوجل ، فقال
: و كيف ؟ لا أم لك . قال : وكيف لا أعلمك هذا ، فأعض وأمص ، قال : فأطرق معاوية مليا
، ثم قال : استغفر الله ، ورضي عنه .
المصدر : وفيات الأعيان 4/511
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق