93. إن فاطمة بضعة مني
قال في شرح الجامع الصغير (4/421) : استدل به السهيلي
على أن من سبها كفر لأنه يغضبه (قال في الروض الأنف 2/420 بعد أن ساق الحديث : فصلى
الله عليه و على فاطمة ، فهذا حديث يدل على أن من سبها فقد كفر ، و من صلى عليها فقد
صلّى على أبيها (ص) ) و أنها أفضل من الشيخين ، قال الشريف السمهودي : و معلوم أن أولادها
بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه ، ومن ثَمَّ رأت أم الفضل في النوم أن بضعة منه
وضعت في حجرها أوّلها رسول الله (ص) بان تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها ، فولدت الحسن
، فوضع في حجرها ، فكل من يشاهد الآن من ذريتها بضعة من تلك البضعة ، و إن تعددت الوسائط
، ومن تأمل ذلك انبعث من قلبه داعي الإجلال لهم و تجنب بغضهم على أيّ حال كانوا عليه
.
قال ابن الحجر : وفيه تحريم أذى من يتأذى المصطفى
(ص) بتأذيه ، فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به ، فالنبي (ص) يتأذى به بشهادة
الخبر ، ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قِبَل وُلدها ، و لهذا عُرف بالاستقراء
معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ، و لعذاب الآخرة أشد .
94. المدائني و العذاب العاجل
شبابة بن سوار أبوعلي المدائني من دعاة الإرجاء و
كان يبغض أهل بيت النبي صلوات الله عليهم ، و ضربه الله بالفالج لدعاء من دعا عليه
بقوله : (اللهم إن كان شبابة يبغض أهل نبيك فاضربه الساعة بالفالج) ففلج في يومه ومات.
المصدر : تهذيب التهذيب 4/263.
95. قضاء عليّ في إمرأة جحدت ابنها
عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع عن أبيه قال : خاصم
غلام من الأنصار أمه إلى عمر بن الخطاب (رض) فجحدته فسأله البينة ، فلم تكن عنده ،
وجاءت المرأة بنفر فشهدوا لها أنها لم تُزوّج و أن الغلام كاذب عليها ، وقد قذفها ،
فأمر عمر بضربه ، فلقيه عليّ (رض) فسأل عن أمرهم فدعاهم ثم قعد في مسجد النبي (ص) و
سأل المرأة فجحدت ، فقال للغلام : (اجحدها كما جحدتك) فقال : يا بن عم رسول الله إنها
أمي ، قال : (اجحدها و أنا أبوك و الحسن و الحسين اخواك) . قال : قد جحدتها و أنكرتها
، فقال عليّ لأولياء المرأة : (أمري في هذه المرأة جائز؟) قالوا : نعم ، وفينا أيضاً
. فقال عليّ : (أُشهد من حضر أني قد زوجت هذا الغلام من هذه المرأة الغريبة منه ، يا
قنبر ائتني بطينة فيها دراهم) فأتاه مهراً لها ، و قال للغلام : (خذ بيد امرأتك ولا
تأتينا إلا و عليك آثار العرس) . فلما ولّى قالت المرأة : يا أبا الحسن الله الله هو
النار ، هو والله ابني . قال : (كيف ذلك ؟ ) قالت : إن أباه كان زنجيّاً و إن اخوتي
زوجّوني منه فحملت بهذا الغلام) وخرج الرجل غازياً فقتل و بعثت بهذا الى حي بني فلان
فنشأ فيهم و أنفت أن يكون ابني ، فقال عليّ : (أنا أبوالحسن) و الحقه وثبت نسبه .
المصدر : الطرق الحكمية لإبن القيم الجوزية ص45.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق