141. سياسة التجويع
(قال) معاوية بن صخر لقريش
:
إذا أنا أعطيت القليل شكوتمُ=و إن أنا أعطيت الكثير فلا شكر
فكيف أداوي داءكم ؟ و دواؤكم=يزيدكم داءً لقد عظم الأمر
سأحرمكم حتى تذل صعابكم=و أبلغ شيء في صلاحكم الفقر
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/286
142. معاوية الثاني يخالف جده و أباه
لمّا وَلِيَ معاوية بن يزيد بن معاوية ، صعد المنبر
فقال : إن هذه الخلافة حبل الله ، و إن جدّي معاوية نازع الأمر أهله ، ومن هو أحق منه
، عليّ بن أبي طالب ، و ركب ما تعلمون ، حتى أتته منيته فصار في قبره رهينا بذنوبه
، ثم قلد أبي الأمر ، وكان غير أهل له ، و نازع ابن بنت رسول الله (ص) فقصف عمره ،
و انبتر عقبه ، و صار في قبره رهينا بذنوبه ؛ ثم بكى .
المصدر : الصواعق المحرقة تأليف ابن حجر ص224 .
143. نصيحة زين العابدين (ع) لعالم بلاط
كفانا الله و إيّاك
من الفتن ، ورحمك من النار ، فقد أصبحتَ بحال ينبغي لمن عرفك أن يرحمك ... فقد أثقلتك
نعم الله بما أصحَّ من بدنك ، وأطال من عمرك . و قامت عليك حجج الله بما حمَّلك من
كتابه ؛ فانظر أيّ رجل تكون غداً إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها.
ولا تحسبنَّ الله
قابلاً منك بالتعذير ، ولا راضياً منك بالتقصير ، هيهات ! هيهات ! ليس كذلك أخذ على
العلماء في كتابه إذ قال : ((لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)) . واعلم أنَّ أدنى ما كتمت ، وأخفَّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم ؛ وسهّلت
له طريق الغيّ بدنوّك منه حين دنوت ؛ وإجابتك له حين دعيتُ ... فما أخوفني بإثمك غداً
من الخونة ؛ و أن تُسأل عمَّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة ؛ إنَّك أخذت ما ليس لك
ممّن اعطاك ؛ و دنوت ممّن لم يرد على أحد حقّاً ، ولم تردّ باطلاً حين أدناك ، و أحببت
من حادّ الله ؛ أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً
يعبرون عليك إلى بلاياهم ، و سلّماً إلى ضلالهم ، داعياً إلى غيّهم ، سالكاً سبيلهم
، يدخلون بك الشكَّ على العلماء ، و يقتادون بك قلوب الجهّال إليهم ، فما أقلّ ما أعطوك
في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمّروا لك ، فكيف ما خربَّوا عليك ، فانظر لنفسك
، فإنَّه لا ينظر إليها غيرك ، وحاسبها حساب رجل مسؤول .. و انظر كيف شكرك لمن غذّاك
في نعمه صغيراً و كبيراً ، فما أخوفني عليك أن تكون كما قال الله في كتابه : ((فَخَلَفَ
مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ)) مريم – الآية 59 .
المصدر : تحف العقول 198 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق