1117. أبو الأسود الدؤلي و معاوية
كان أبو الأسود الدؤلي حاضر الجواب جيد الكلام مليح النادرة
. و روي عن الشعبي أنه قال : قاتل الله أبا الأسود ! ما كان أعفّ أطرافه ، و أحضر جوابه ! دخل على معاوية بالنخيلة ، فقال
له معاوية : أكنت ذُكرت للحكومة ؟ قال : نعم ، قال : فماذا كنت صانعا ؟ قال : كنت أجمع
ألفاً من المهاجرين و أبنائهم ، و ألفاً من الأنصار و أبنائهم ، ثم أقول : يا معشر من حضر ؛ أرجل من المهاجرين
أحقُّ أم رجلٌ من الطلقاء ؟ فلعنه معاوية ، و قال : الحمدلله الذي كفاناك .
المصدر : أمالي الشريف المرتضى 1/291
118. أبو الأسود الدؤلي و بنو قُشير
روى محمد بن يزيد النحوي أن أبا الأسود كان نازلاً في بني
قُشير ، و كانوا يخالفونه في المذهب لأن أبا الأسود كان شيعياً ، فكانوا يرمونه بالليل
، فإذا أصبح شكا ذلك ، فشكا مرة ، فقالوا : ما نحن نرميك ، ولكن الله يرميك ، فقال
: كذبتم ، لو كان الله يرميني ما أخطأني .
وقال لهم يوماً : يا بني قُشير ، ما في العرب أحد أحب إليّ
طول بقاءٍ منكم ، قالوا : ولم ذاك ؟ قال : لأنكم إذا ركبتم أمراً علمت أنه غي فأجتنبه
، و إذا اجتنبتم أمراًعلمت أنه رشد فأتبعه ، فنازعوه الكلام ، فأنشأ يقول :
يقول الأرذلون بنو قُشير=طوال الدهر لا تنسى علياً
أحب محمد حبّاً شديداً=وعباساً و حمزة و الوصيا
أحبهّمُ لحب الله حتى=أجيء إذا بعثت على هَويّا
فإن يك حبّهم رشداً أصبه=ولست بمخطئ إن كان غيا
فقالوا له : أشككت يا أبا الأسود ؟ فقال : ألم تسمعوا الله
تعالى يقول : ((وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى
أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) [ سبأ : 24 ] أفترون الله شك ؟
المصدر : أمالي الشريف المرتضى 1/291
119. أحسن لأبنائه قبل أن يولدوا
قال أبو الأسود الدؤلي لبنيه : ( يابني ، أحسنت إليكم صغاراً
و كباراً و قبل أن تولدوا . قالوا : يا أبانا قد علمنا إحسانك صغاراً و كباراً ، أفرأيت
قبل أن نولد ؟ قال : قد طلبت لكم موضعاً في النساء لكي لا تُعيّروا ) .
في الحديث : تنكح
النساء على أربع : الجمال ، و النسب ، والمال ، و الدين ، فمن نكح للجمال عاقبه الله بالغيرة ، و من نكح للنسب
عاقبه الله بالذل ، فلا يخرج من الدنيا حتى يكسر جبينه ، و يشج وجهه و تخرق ثيابه و
جيبه عليه . و من نكح للمال لم يخرجه من الدنيا حتى يبتليه بمالها ، ثم يقسي قلبها
عليه فلا تعطيه قليلاً و لا كثيراً . ومن نكح للدين أعطاه الله المال و الجمال و النسب
و خير الدنيا و الآخرة .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/264
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق