56. قدموا خطبة العيد ليسبوا عليا
قال ابن حزم في المحلى : أحدث بنو أمية تقديم الخطبة – أي خطبة العيد – قبل الصلاة ، و اعتلوا بأن الناس كانوا إذا صلّوا تركوهم ، ولم يشهدوا الخطبة ، وذلك لأنهم كانوا يلعنون عليّ بن أبي طالب (رض) فكان المسلمون يفرّون وحقّ لهم ، فكيف وليس الجلوس واجبا ؟
المصدر : المحلى 5/86 .
57. آمين .. آمين
عن حبيب ابن أبي ثابت ، قال : خطب معاوية بالكوفة حين دخلها و الحسن و الحسين جالسان تحت المنبر فذكر عليّاً فنال منه ، ثم نال من الحسن ، فقام الحسين ليردّ عليه فأخذه الحسن بيده فأجلسه ثم قام فقال : (أيّها الذاكر عليّاً أنا الحسن و أبي عليّ ، و أنت معاوية و أبوك صخر ، و أمي فاطمة و أمك هند ، و جدّي رسول الله و جدّك عتبة بن ربيعة ، و جدّتي خديجة و جدّتك قتيلة ، فلعن الله أخملنا ذكراً ، و ألأمنا حسباً ، و شرّنا قديما و حديثاً ، وأقدمنا كفراً و نفاقاً) . فقال طوائف من أهل المسجد : آمين . قال الفضل : قال يحيى بن معين : وأنا أقول : آمين . قال أبوالفرج : قال أبوعبيد : قال الفضل : و أنا أقول : آمين ، ويقول علي بن الحسين الأصفهاني : آمين . قلت : ويقول عبدالحميد بن أبي الحديد مصنّف هذا الكتاب : آمين . قال الأميني : و أنا أقول آمين . ويقول العاملون في مركز الغدير : آمين آمين . ويقول جامع هذا الكتاب (ربيع الفوائد) : آمين.
المصدر : موسوعة الغدير 11/16
58. كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر
بسم الله الرحمن الرحيم
من معاوية بن أبي سفيان إلى الزارى على أبيه محمد بن أبي بكر . سلامٌ على أهل طاعة الله . أما بعد فقد أتاني كتابك ، تذكر فيه ما اللهُ أهله في قدرته و سلطانه ، و ما أصفى به نبيَّه ، مع كلامٍ ألّفته ووضعته ، لرأيك فيه تضعيف ، ولأبيك فيه تعنيف . ذكرت حق ابن أبي طالب ، وقديمَ سوابقه و قرابته من نبي الله صلى الله عليه ، و نُصرته له و مواساته إيّاه في كلِّ خوفٍ و هول ، و احتجاجَك عليّ بفضل غيرك لا بفضلك . فاحمد إلهاً صرف الفضل عنك و جعله لغيرك . وقد كنا و أبوك معنا في حياة من نبينا صلى الله عليه – نرى حق ابن أبي طالب لازماً ، و فضله مبرِّزاً علينا ، فلما اختار الله لنبيه صلى الله عليه و سلم ما عنده ، و أتمَّ له ما وعده ، و أظهر دعوته و أفلج حجته . قبضه الله إليه ، فكان أبوك و فاروقُه أوَّل من ابتزّه و خالفه . على ذلك اتفقا و اتَّسقا ، ثم دعواه إلى أنفسهم فأبطأ عنهما و تلكَّأ عليهما ، فهمَّا به الهموم ، و أرادا به العظيم ، فبايع وسلّم لهما ، لا يشركانه في أمرهما ، ولا يطلعانه على سرهما ، حتى قبضا و انقضى أمرهما . ثم قام بعدهما ثالثهما عثمان بن عفان ، يهتدي بهديهما ، و يسير بسيرتهما ، فعبتَه أنتَ و صاحبُك ، حتى طمِع فيه الأقاصي من أهل المعاصي ، وبطنتما له و أظهرتما ، وكشفتما عداوتكما و غِلَّكما ، حتى بلغتما منه مُناكما . فخذ حِذرك يا ابن أبي بكر ، فسترى وبالَ أمرك . و قس شبرك بفِتِرك تقصر عن أن تساوى أو توازى من يَزِنُ الجبال حلمهُ ، ولا تلين على قسرقناتُه ،، ولا يدرك ذو مدى أناته . أبوك مهَّد مِهادَه ، وبنى ملكه و شاده ، فإن يكن ما نحن فيه صواباً فأبوك أوّلُه ، وإن يكُ جوراً فأبوك أسَسه . نحن شركاؤه ، و بهديه أخذنا ، وبفعله اقتدينا . ولو لا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب و أسلمنا له ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله ، و اقتدينا بفعاله . فعِب أباك ما بدا لك أو دَع ، والسلام على من أناب ، ورجع عن غوايته وتاب .
المصدر : صفين 119/121.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق