32. كيفية حياة المسلم
قال الربيع بن زياد الحارثي لعلي رضي الله عنه : أعدني على أخي عاصم . قال :ما باله ؟ قال : لبس العباءة يريد النسك . قال عليّ به : فأتوا به مؤتزراً بعباءة مرتديا بأخرى ، شعث الرأس و اللحية . فعبس (الإمام) في وجهه و قال : ويحك ! أما استحييت من أهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أترى أن الله أباح لك الطيبات وهو يكره أن تنال منها شيئا ؟ بل أنت أهون على الله . أما سمعت الله يقول في كتابه : ((وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ)) ... إلى قوله ((يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)) أفترى الله أباح هذا لعباده إلا ليبتذلوه و يحمدوا الله عليه فيثيبهم ، و إن ابتذالك النعم بالفعل خير منه بالمقال .
قال عاصم : فما بالك في خشونة مأكلك و خشونة ملبسك ، فإنما تزينتُ بزينتك . قال : ويحك ! إن الله فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/30
33. حق الراعي و حق الرعية
علي عليه السلام : حق الوالي على الرعية و حق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله لكلٍ على كلٍ ، فجعلها نظاما لألفتهم ، و عزاً لدينهم ، فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ، ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية ، فإذا أدت الرعية الى الوالي حقه ، و أدى إليها حقها عز الحق بينهم ، و قامت مناهج الدين ، و اعتدلت معالم العدل ، و جرت على أذلالها السنن ، فصلح بذلك الزمان ، و طمع في بقاء الدولة ، و يئست مطامع الأعداء .
و إذا غلبت الرعية واليها و أجحف الوالي برعيته اختلفت هناك الكلمة ، و ظهرت معالم الجور ، و كثر الإدغال في الدين ، و تركت محاج السنن ، فلا يستوحش لعظيم حق عطل ، ولا لعظيم باطل فعل ، فهنالك تذل الأبرار و تعز الأشرار .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/191
34. أبو نيزر
هو مولى علي بن أبي طالب ، كان إبنا للنجاشي ملك الحبشة ، الذي هاجر إليه المسلمون ، و ان عليا وجده عند تاجر بمكة فاشتراه و أعتقه مكافأة بما صنع أبوه مع المسلمين حين هاجروا إليه . و ذكروا أن الحبشة مَرِج عليها أمرها بعد موت النجاشي و انهم أرسلوا وفداً منهم الى أبي نيزر وهو مع عليّ ليمّلكوه عليهم و يتوجوه و لا يختلفوا عليه ، فأبى ، و قال : ما كنت لأطلب الملك بعد أن منّ الله عليّ بالاسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق