38. الإمام علي (ع) يقترح التاريخ
قال محمد بن جرير الطبري بسنده الى سعيد بن المسيب يقول : جمع عمر بن الخطاب الناس فسألهم فقال : من أي يوم نكتب ؟ (يعني نؤرخ) فقال علي (ع) : من يوم هاجر رسول الله (ص) ، و ترك أرض الشرك ، ففعله عمر رضي الله عنه .
و قال الطبري : إن الهجرة في 12 ربيع الأول ، ولكن التاريخ أرخ من أول محرم.
39. بين معاوية و سعية بن غريض
أورد صاحب الأغاني بسنده الى الهيثم بن عَدِي ، قال : حج معاوية حجتين في خلافته ، و كانت له ثلاثون بغلة يحج عليها نساؤه و جواريه . قال فحج في إحداهما فرأى شيخاً يصلّي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان ، فقال : من هذا ؟ قالوا : سعية بن غريض ، و كان من اليهود ، فأرسل إليه يدعوه ، فأتاه رسولهُ فقال : أجب أميرالمؤمنين ؛ قال : أو ليس قد مات أميرالمؤمنين ! قيل : فأجب معاوية ؛ فأتاه فلم يسلِّم عليه بالخلافة ؛ فقال له معاوية : ما فعلت أرضُك التي بتيماء ؟ قال : يُكسى منها العاري و يُردّ فضلُها على الجار ؛ قال : أفتبيعها ؟ قال : نعم ؛ قال : بكم ؟ قال : بستين ألف دينار ، ولولا خلّة أصابت الحيّ لم أبعها ؛ قال : لقد أغليت ! قال : أما لو كانت لبعض أصحابك لأخذتها بستمائة ألف دينار ثم لم تُبل ! قال : أجل ، و إذ بخلت بأرضك فأنشدني شعر أبيك يرثي به نفسه ؛ فقال : قال أبي :
يا ليت شعري حين أندبُ هالكاً=ماذا تؤبّنني به أنواحي
أيقلن لا تبعد ، فرُبّ كريهة=فرّجتُها بشجاعةٍ و سماح
ولقد ضربتُ بفضل مالي حقَّه=عند الشِّتاء وهبَّة الأرواح
ولقد أخذتُ الحق غير مخاصم=ولقد رددت الحقَّ غير ملاحي
وإذا دُعيتُ لصعبةٍ سهّلتُها=أدعى بأفلح مرّةً و نجاح
فقال : أنا كنت بهذا الشعر أولى من أبيك ؛ قال : كذبت و لؤمت ؛ قال : أما كذبتُ فنعم ، و أما لؤمت فلم؟ قال : لأنك كنت ميّت الحق في الجاهلية و ميته في الإسلام ، أما في الجاهلية فقاتلت النبي (ص) و الوحي حتى جعل الله (عزوجل) كيدك المردود ، و أما في الاسلام فمنعت ولد رسول الله (ص) الخلافة ، وما أنت وهي ! و أنت طليق ابن طليق ! فقال معاوية : قد خرف الشيخ فأقيموه ، فأخذ بيده فأقيم .
المصدر : الأغاني ج3 ص123 /124
وأورده صاحب الأغاني في 3/123 بإسم سعنة بن عريض
وذكره ملخصاً إبن الحجر في الإصابة – حسب ما يورد صاحب الغدير 10/252 – عن عبدالله بن زبير و زاد فقال : ما خرفت و لكن أنشدك الله يا معاوية أما تذكر لمّا كنا جلوساً عند رسول الله (ص) فجاء علي فاستقبله النبي (ص) فقال : (قاتل الله من يقاتلك و عادى من يعاديك) ؟ فقطع عليه معاوية حديثه و أخذ معه في حديث آخر .
40. ابراهيم العباسي و علي ابن ابي طالب
عن الفضل بن الربيع عن أبيه قال : كان ابراهيم (بن المهدي العباسي) شديد الانحراف عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ، فحدّث المأمون يوماً أنه رأى عليّا في النوم ، فقال له : من أنت ؟ فأخبره أنه عليّ بن أبي طالب . قال : فمشينا حتى جئنا قنطرة فذهب يتقدمني لعبورها فأمسكته و قلت له : إنما أنت رجل تدِّعي هذا الأمر بامرأة و نحن أحق به منك ! فما رأيت له في الجواب بلاغة كما يوصف عنه .فقال (المأمون) : و أي شيء قال لك ؟ فقال : ما زادني على أن قال لي سلاماً سلاما . فقال له المأمون : قد والله أجابك أبلغ جواب . قال : وكيف ؟ قال : عرّفك أنك جاهل لا يُجاوب مثلك ، قال الله عزوجل : ((وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا)) (الفرقان – آية 63) . فخجل ابراهيم و قال : ليتني لم أحدّثك بهذا الحديث .
المصدر : الأغاني ج10 ص107.
وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي في شرح الجوهرية : كان إبراهيم بن المهدي منحرفاً عن علي (ع) ولما مات إبراهيم ركب المعتصم حتى صلى عليه . وقال الواثق يا بني حتى تخبّه ، وقيل : ولم يصلّ عليه تحرجا ، و أمر الواثق بالصلاة عليه .
وسُئل عن وصيته فوجده قد أمر بمال عظيم أن يفرق على أولاد الصحابة كلهم إلا أولاد علي (ع) ، فقال الواثق : والله لولا طاعة أميرالمؤمنين لما وقفت عليه ولا انتظرت دفنه ، ثم انصرف وهو يقول منحرف عن شرفه و خير أهله ، والله لقد دليته في قبره كافراً .
وأمر الواثق ففرِّق في أولاد علي (ع) مال فضل ، فأصاب كل رجل منهم أضعاف أضعاف ما أصاب غيرهم من وصية إبراهيم .
المصدر : نسمة السحر للصنعاني 1/423.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق