10- (( سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى 10 )) الأعلى
أوامر إلهية إلى محمد رسول الله (ص) بتذكير الإنسان أي كان هذا الإنسان مع توضيح لنتيجة هذا التذكير ((فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى9 سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى 10 وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى 11 )) الأعلى .
وتبليغ الحق بالدعوة إليه هي طريقة الأنبياء (ع) ، وهو ما سلكه نبينا محمد (ص) لتنبيه العقول ومخاطبة الضمائر بكل مافيه الخير للإنسان ومجتمعه ، من عبودية لله تحرر الإنسان من عبودية العبيد ، ويتساوى فيها الجميع أمام الخالق الفرد الصمد ،
وإرشاد إلهي نبوي إلى إستقامة سلوك الفرد والجماعة وإبعادهم عن الظلم والفساد والإفساد.
هذه هي محتويات الذكرى التي جائت هنا موجزة ، وجائت مفصلة في آيات كثيرة من كتاب الله سبحانه وتعالى كقوله : ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 90 )) النحل .
كما جائت في السنة المطهرة وحسبنا أن نشير حديثه (ص) : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فرسالته كلها أخلاق .
فالنفس الطيبة التي تخشى الله يوم تلقاه .. بل تخشى في الدنيا قبل الآخرة تسارع إلى عمل الخير والعدل والإحسان ، والأخذ بأحكام الله وإتباع السنن والأخلاق التي دعا لها النبي محمد (ص) وكذا سائر الأنبياء.
أما النفس الشقية التي تعودت الفساد والإفساد وإهلاك الحرث والنسل ، فإنها لاتستجيب للذكرى ..
بل إن هذه الذكرى وأمثالها لاتزيد هذه النفس إلا عناداً وإستكباراً ، بل وتصعيداً في أعمالها الخاطئة والحائدة عن الحق ((ولَـيزِيدَنّ كَثِـيرا مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إلَـيْكَ مِنْ رَبّكَ طُغْيانا وكُفْرا 68 )) المائدة .
فهي ترى من غير اللائق بمكانتها أن تستجيب إلى الحق والضمير لأنها تنظر إلى أنها فوق ذلك لتعودها الظلم الذي حجبها عن الحق ((كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ 14 )) المطففين .
وإذا كان الأنبياء قد عجزوا عن إصلاح أمثال هؤلاء الناس ، فكيف بنا في عصرنا الحاضر حيث لاحجة ظاهرة رادعة .. بل موكل كل إلى ضميره . فمن كان لايؤمن بالضمير ولا بالحق والخير لايخشى الحساب غداً ( فمن أمن العقوبة أساء الأدب ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق