6- الإنساء
قال تعالى : ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا 106)) البقرة .
واضح من نص الآية الكريمة أن هناك آيات يطرأ عليها الإنساء ، فهذه الآيات يمحوها الله سبحانه و تعالى من صدر رسوله و صدور جميع الناس .. و هذا لا يعارض الآية ((سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى 6 )) الأعلى ، لأن فيها استثناء إلا ما شاء ربك .
وبعد هذا الانساء لا يبقى في الذاكرة حتى الانساء نفسه .. يعني لا يتذكر النبي ولا المسلمون أن هناك آية تم انساؤها .. و إلا لوقع خلل في البين ، وهو أن الرسول لا يتذكر ما بلغ به و أوحي إليه مما يخل عند الناس في رسالته . ومن ثم فإن دعاوى بعض الصحابة أن هناك سورة طويلة ، و لكنها أنسي أكثرها .. أو أن هناك آيات كانوا يتلونها .. هذه الدعاوى باطلة ، سواء صح إسناد هذه الدعاوى الى الصحابة – وإن كان هذا الاحتمال ضعيفا – أو أن الاسناد إليهم مختلق من الأساس .
وهناك قول آخر في معنى (ننسها) في الآية وهو (ننسئها) أي نؤخر إنزالها و هذا القول واضح الضعف .. فكيف يؤتى بخير منها وهي لم تأت بل وما الحاجة الى الاتيان بمثلها ثم الاتيان بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق