السخرية من الآخرين ، وإحتقارهم ، بله الإنتقام منهم ، ووصفهم بأقبح الصفات ، كما تفعله الكثير من الفئات الدينية والأحزاب والطوائف والقبائل ، هي من أقبح الأمور لإنسانية الإنسان ، وهي تنطلق من أحقاد دفينة وجهل وإنتهازية من قبل هذه الجماعات .
وهذه الأعمال لايكتب لها البقاء الطويل – فالبقاء للأصلح – فإن بقيت فستنقلب عاراً على فاعليها سواءً في حياتهم ، أو في تاريخهم الأسود بعد رحيلهم .
إن من يقوم بهذه الأفعال يتصور أن الزمان قد توقف له ، وأنه لن يتغير ، ويكون لغير صالحه .. يتصور أن القوة ستبقى له دائما ، ولا يعرف السنن الإلهية في التاريخ ( فأين الفراعنة وأبناء الفراعنة ) فقد ذهبوا ، ولكن بقيت اللعنة تلاحقهم . هذا إذا سعد هؤلاء بالذهاب سالمين ، والإ فهم عرضة للإنتقام من قبل الله على يد الذين إستضعفوهم وسخروا منهم وشتموهم ، فيصبحون أذلاء يستجدون العفو منهم .. فسبحان المعز المذل .
إن الذين يسخرون من الشرفاء وأصحاب الأمانة هم فاقدو الشرف والأمانة ويريدون بذلك أن يعكسوا شعورهم بالنقص على غيرهم ، ويريدون أن يغتنموا إقبال الناس عليهم ، فيقهروا الآخرين ، ولو إستطاعوا لأبادوهم لأن الحياة في تصورهم هي لهم وحدهم ، ولأن عقيدتهم – إذا كانوا أصحاب عقيدة – يرون أنها تأمرهم بإحتقار الآخرين وإيذاء الآخرين وقتل الآخرين .. ولو صح ذلك عن هذه العقيدة ، فما هي بعقيدة .. حيث لا يرضى بها أهل السماء ولا الأخيار من أهل الأرض .
مشكلتنا الآن كما هي على مدى التاريخ صراع بين الخير والشر ، وإذا كان الشر كثيرا ما ينتصر ، فلأن أصحابه كوحوش الغابة ، لايملكون من القيم مايمنعهم من تصفية الأخيار .. ولأن أصحاب الخير ينظرون إلى القيم قبل المنافع ويسيرون على خطى هابيل الذي لم يبسط يده إلى أخيه ليقتله .
ولهذا السبب تغلب الأشرار على الأنبياء والأولياء والمصلحين على مدى التاريخ إلا في حالات نادرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق