296. الموقف من السلطان الجائر
(قال) علي عليه السلام : تباعد
من السلطان الجائر ولا تأمن خدع الشيطان فتقول متى أنكرت نزعت ، فإنه هكذا هلك من كان
قبلك ، فإن أبت نفسك إلا حب الدنيا ، و قرب السلاطين ، و خالفتك عما فيه رشدك ، فامْلُك
عليك لسانك ، فإنه لا بقية للموت عند الغضب ، ولا تسل عن أخبارهم ، و لا تنطق بأسرارهم
، ولا تدخل في ما بينهم . (وقال) الثوري : و إياك و الأمراء أن تدنو منهم و تخالطهم
في شيء من الأشياء ، و إياك أن تخدع فيقال له : تشفع و ترد مظلمة ، فإنما ذلك خديعة
إبليس اتخذها فخا .
(و) قال الحجاج للحسن (البصري) : أنت القائل : قاتلهم الله
! قتلوا عباد الله على الدرهم و الدينار ؟ قال : نعم ، قال : أما علمت سطوتي ؟ أما
اعتبرت بقتلى أكفاءك و لم يتكلموا بشطر من ذلك ؟ قال : حملني على ذلك ما أخذ الله على
العلماء ، و تلا قوله تعالى : ((لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)) ، فسكن غضبه ، و أمر أن يدهنوا شعره . ثم ندم (أي الحجاج على أن لم يفتك
بالحسن) . و توارى الحسن فلم يقدر عليه .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/175
297. انتقام سريع
ركب يزيد بن نهشل بعيراً له لا يكاد ينهض ، فلما استوى عليه
قال : اللهم إنك قلت : ((سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا
وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ)) و إني أشهدك أني لهذا مقرن . فنفر البعير ، و
تعلقت رجله بالغرز ، و البعير يجمز به حتى مات .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/114
298. قاضٍ مسلم يستشير مجوسياً
أراد نوح بن أبي مريم قاضي مرو الروذ أن يزوج ابنته ، فاستشار
جاراً له مجوسياً فقال : سبحان الله ! الناس يستفتونك ، و أنت تستفتيني ! قال : لابد
أن تشير عليّ . قال : إن رئيسنا كسرى كان يختار المال ، و رئيس الروم قيصر كان يختار
الجمال ، و رئيس العرب كان يختار النسب ، و رئيسكم محمد كان يختار الدين ، فانظر أنت
لنفسك بمن تقتدي .
المصدر : ربيع الأبرار للزمخشري 5/264
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق