254. سبقه ملك الموت
قال الوضاح بن خيثمة : أمرني عمر بن عبدالعزيز (ره)
باخراج قوم من السجن ، و فيهم يزيد بن مسلم فأخرجتهم ، و تركته فحقد عليّ . و إني بافريقية
إذ قيل قدم يزيد واليا ، فهربت منه ، و علم بمكاني و أمر بطلبي ، فظفر بي و حملت إليه
، فلما رآني قال : طالما سألت الله تعالى أن يمكنني منك ، فقلت : و أنا والله لطالما
سألت الله أن يعيذني منك ، فقال : ما أعاذك الله ، والله لأقتلنك و لو سابقني فيك ملك
الموت لسبقته ، ثم دعا بالسيف و النطع فأتي بها ، و أمر بالوضاح فأقيم على النطع ،
و كتّف و قام وراءه رجل بالسيف ، و أقيمت الصلاة فخرج يزيد إليها ، فلما سجد أخذته
السيوف ، و دخل إلى الوضاح من قطع كتافه و أطلقه ، و أعيد إلى الولاية محمد بن يزيد
مولى الأنصار .
المصدر : وفيات الأعيان 5/263
255. حضروه عند موته
حدّث مسلمة بن عبدالملك قال : كنا عند عمر في اليوم
الذي تُوفي فيه أنا و فاطمة بنت عبدالملك ، فقلنا له : يا أمير المؤمنين ، إنا نرى
أنا قد منعناك النوم ، فلو تأخرنا عنك شيئا عسى أن تنام ! قال : ما أبالي لو فعلتما
.
قال (أي مسلمة) : فتنحيت أنا و هي وبيننا و بينه
ستر . فما نشبنا (لبثنا) أن سمعناه يقول : حيِّ الوجوه حيِّ الوجوه . فابتدرناه أنا
وهي و جئناه وقد أغمض ميتا ، فإذا هاتف يهتف في البيت لا نراه : ((تِلْكَ
الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا
فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)).
المصدر : الأغاني 9/306-307.
256. مدح الإمام الصادق لعمر بن عبدالعزيز
قال أحمد عباس الأزهري الذي صحح و طبع ديوان الشريف
الرضي في مقدمة قصيدة الشريف التي مطلعها :
يا ابن عبدالعزيز لو بكت العين فتى من أمية لبكيتك
قال أحمد الأزهري : وقد جرى ذكره – ذكر عمر بن عبدالعزيز
– وما تفرد به من الصلاح و العدل و جميل السيرة عن أهل بيته ، ولما روي عن جعفر الصادق
أنه قال : كان العبد الصالح أبو حفص يهدي إلينا الدراهم و الدنانير في زقاق العسل خوفا
من أهل بيته .
المصدر : ديوان الشريف الرضي – الجزء الأول ص169
منشورات : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق