174. الباب القربان
قال التميمي : أمر
عبدالملك بن مروان أن يعمل باب بيت المقدس و يكتب عليه اسمه ، و سأله الحجاج (بن يوسف)
أن يعمل له بابا ، فأذن له ، فاتفق أن صاعقة وقعت فاحترق منها باب عبدالملك ، و بقي
باب الحجاج ، فعظم ذلك على عبدالملك ، فكتب الحجاج إليه : (بلغني أن ناراً نزلت من
السماء فأحرقت باب أمير المؤمنين ، ولم تحرق باب الحجاج ، و ما مثلنا في ذلك إلا كمثل
إبني آدم إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر) فسُرِّي عنه لما وقف
عليه .
المصدر : وفات الأعيان لإبن خلكان 1/235
175. الكفر الصراح
أورد الطبري في تاريخه : عندما تولى خالد بن عبدالله
القسري على مكة في زمن خلافة الوليد بن عبدالملك ، يقول الطبري بسنده الى نافع مولى
بني مخزوم قال : سمعت خالد بن عبدالله القسري يقول على منبر مكة و هو يخطب : (أيها
الناس ، أيهما أعظم ؟ أخليفة الرجل على أهله أم رسوله إليهم ؟ والله لو لم تعلموا فضل
الخليفة ، إلا إن ابراهيم خليل الرحمن استسقى فسقاه ملحاً أجاجاً ، و استسقاه الخليفة
فسقاه عذبا فراتا ، بئراً حفرها الوليد بن عبدالملك بالثنيتين – ثنية طوى و ثنية الحجون
– فكان ينقل ماؤها فيوضع في حوض من أدم إلى جنب زمزم ليعرف فضله على زمزم .
قال : (أي نافع) : ثم غارت البئر فذهبت فلا يدرى
أين هي اليوم .
176. دين أبي شاكر
تمادى الوليد بن يزيد بن عبدالملك في الشراب و طلب
اللذات – كما عن الطبري – فأفرط ، فقال له أخوه هشام وكان هشام هو الخليفة : ويحك يا
وليد والله ما أدري أعلى الإسلام أنت أم لا ! ما تدع شيئاً من المنكر إلا أتيته ، فكتب
إليه الوليد :
يا أيها السائل عن ديننا=نحن على دين أبي شاكر
نشربها صِرْفا و ممزوجة=بالسخن أحياناً و بالفاتر
فغضب هشام على ابنه مسلمة – و كان يكنى أبا شاكر
و يفعل فعل الوليد – وقال يعيرني بك الوليد و أنا أرشحك للخلافة ، فالزم الأدب و احضر
الجماعة . وولى هشامٌ مسلمةَ موسم الحج سنة
119 هـ فأظهر النسك و الوقار و اللين و قسّم بمكة و المدينة أموالاً فقال مولى لأهل
المدينة :
يا أيها السائل عن ديننا=نحن على دين أبي شاكر
الواهب الجُرد بأرسانها=ليس بزنديق ولا كافر
يقصد بالزنديق و الكافر : الوليد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق