159. دعوة مستجابة
في ترجمة أبي العيناء محمد بن القاسم الشاعر العباسي ، ورد أنه ولد سنة إحدى و سبعين و مائة بالأهواز و نشأ بالبصرة و كف بصره وقد بلغ أربعين سنة ، وكان جده الأكبر لقي علي بن أبي طالب فأعياه في المخاطبة فدعا عليه بالعمى له و لولده ، فكل من عمي من ولد جد أبي العيناء فهو صحيح النسب فيهم . هكذا قاله أبو سعيد الطلحي .
المصدر : وفيات الأعيان 4/157
160. دعابة وعقيدة
حكى أبو محمد عبدالله بن محمد الأكفاني البصري قال : خرجت مع عمي أبي عبدالله الأكفاني البصري (مع جماعة) في (يوم) عيد و أنا صبي أصحبهم فمشوا حتى أنتهوا إلى نصر بن أحمد الخبزأرزي (توفى 617 أو 625 هـ) وهو جالس يخبز على طابقة ، فجلست الجماعة عنده يهنونه بالعيد و يتعرفون خبره ، وهو يوقد السعف تحت الطابق ، فزاد في الوقود فدخنهم ، فنهضت الجماعة عند تزايد الدخان ، فقال أبو نصر بن أحمد لأبي الحسين بن لنكك : متى أراك يا أباالحسين ؟ فقال له أبو الحسين : إذا اتسخت ثيابي ، و كانت ثيابه يومئذٍ جدداً على أنقى ما يكون من البياض للتجمل بها في العيد ، فمشينا في سكة بني سمرة ، حتى انتهينا إلى دار أبي أحمد بن المثنى ، فجلس أبوالحسين ابن لنكك ، و قال : يا أصحابنا إن نصراً لا يخلي هذا المجلس الذي مضى لنا معه من شيء يقول فيه ، و يحب أن نبدأ قبل أن يبدأنا ، و استدعى دواة و كتب :
لنصر في فؤادي فَرْطُ حب=اُنيف به على كل الصحاب
أتيناه فبخّرنا بخوراً=من السّعف المدخّن للثياب
فقمت مبادراً و ظننتُ نصراً=أراد بذاك طردي أو ذهابي
فقال : متى أراك أبا حسين؟=فقلتُ له : إذا اتسخت ثيابي
و أنفذ الأبيات إلى نصر ، فأملى جواباً (لأنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب) فقرأناه فإذا هو :
منحتُ أبا الحسين صميم وُدِّي=فداعبني بألفاظ عذاب
اتى و ثيابه كقتير شيب=فعدن له كريعان الشباب
ظننتُ جلوسه عندي لعُرس=فجُدتُ له بتمسيك الثياب
فقلت : متى أراك أبا حسين؟=فجاوبني : إذا اتسخت ثيابي
فإن كان الترفّه فيه خير=فلم يُكْنى الوصّيُّ أبا تراب؟
وفيات الأعيان ج4 ص555/556 .
161. لعن مراون و آله
عن نمير العذري قال :
استأذن اسماعيل بن يسار النائي (وكان هواه و ميله إلى آل الزبير) على الغمر بن يزيد بن عبدالملك يوماً فحجبه ساعة ثم أذن له ، فدخل يبكي . فقال له الغمر : مالك يا أبا فائد تبكي ؟ قال : و كيف لا أبكي و أنا على مروانيتي و مروانية أبي أحجب عنك ؟ فجعل الغمر يعتذر إليه و هو يبكي ، فما سكت حتى وصله الغمر بجملة لها قدر (أي بهدية قيمّة) . و خرج من عنده ، فلحقه رجل فقال له : أخبرني ويلك يا إسماعيل ، أيٌ مروانية كانت لك او لأبيك ؟ قال : بُغضنا إياهم ، امرأته طالق إن لم يكن يلعن مروان و آله كل يوم مكان التسبيح ، و إن لم يكن أبوه حضره الموت ، فقيل له : قل لا إله إلا الله ، فقال : لعن الله مروان ، تقرّباً بذلك إلى الله تعالى ، و أبدالاً له من التوحيد ، و إقامة له مقامه .
المصدر : الأغاني 4/402
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق