132. ندم عمرو بن العاص
لما حضرت عمراً الوفاة قال لإبنه : لوّد أبوك أنه كان مات
في غزاة ذات السلاسل , إني قد دخلت في أمور لا أدري ما حجتي عند الله فيها . ثم نظر
إلى ماله فرأى كثرته , فقال : يا ليته كان بعراً , يا ليتني مت قبل هذا اليوم بثلاثين
سنة , أصلحت لمعاوية دنياه و افسدت ديني , آثرت دنياي و تركت آخرتي . عُمّي عليّ رشدي
حتى حضرني أجلي , كأني بمعاوية قد حوى مالي , و أساء فيكم خلافتي.
وتوفى عمرو ليلة الفطر سنة 43 , فأقر معاوية ابنه عبدالله
بن عمرو , ثم استصفى مال عمرو , فكان أول من استصفى مال عامل , و لم يكن يموت لمعاوية
عامل إلا شاطر ورثته ماله (50% , 50%) فكان يُكلم في ذلك فيقول : هذه سُنّة سنّها عمر
بن الخطاب . ثم عزل معاوية عبدالله بن عمرو , وولى أخاه عتبة بن أبي سفيان مصر .
المصدر : تاريخ اليعقوبي 2/130
133. تقييم الصحابة
وروي عن ابن عباس قال:طرقني عمر بن الخطاب بعد هدأة من الليل , فقال: أخرج بنا
نحرس نواحي المدينة ! فخرج, وعلى عنقه درته, حافيا,حتى اتى بقيع الغرقد, فاستلقى على
ظهره,وجعل يضرب أخمص قدميه بيده وتأوّه صعدا,فقلت له: ياأميرالمؤمنين ما أخرجك الى
هذا الأمر؟قال : أمر الله يابن عباس! قال: إن شئت أخبرتك بما في نفسك. قال:غصْ غوّاص,إن
كنت لتقول فتحسن.قال:ذ كرت هذا الأمر بعينه و الى من تصيّره. قال: صدقت! قال: فقلت له:أين أنت عن عبدالرحمن بن عوف؟فقال: ذاك رجل ممسك,وهذا
الأمر لايصلح إلا لمعط في غير سرف ومانع في غير اقتار.قال: فقلت:سعدبن أبي وقاص؟ قال
: مؤمن ضعيف قال: فقلت: طلحة بن عبدالله؟ قال:ذاك رجل يناول للشرف والمديح, يعطي ماله
حتى يصل الى مال غيره, وفيه بأو وكبر,قال:فقلت:فالزبيربن العوام,فهو فارس الاسلام؟
قال : ذاك يوم انسان ويوم شيطان,و عفة نفس, إن كاد ليكادح على المكيلة من بكرة الى
الظهر حتى تفوته الصلاة,قال: فقلت : عثمان بن عفان؟ قال : إن ولي حمل ابن معيط وبني
أمية على رقاب الناس,وأعطاهم, ولئن ولي ليفعلنّ والله, ولئن فعل لتسيرنّ العرب إليه
حتى تقتله في بيته . ثم سكت. قال:فقال:فأمضها يابن عباس !أترى صاحبكم لها موضعاً؟ قال:
فقلت:وأين يبتعد من ذلك مع فضله وسابقته وقرابته وعلمه؟قال:هووالله كماذكرت ولووليهم
تحملهم على منهج الطريق,فأخذالمحجة الواضحة,إلاأن
فيه خصالا :الدعابة في المجلس, واستبداد الرأي,والتبكيت للناس مع حداثة السن. قال
: قلت : يا أميرالمؤمنين هلا استحدثتم سنه يوم الخندق إذ خرج عمرو بن عبد ود وقد كعم
عنه الأبطال, وتأخرت عنه الأشياخ, ويوم بدر إذ كان يقط الأقران قطّا, ولاسبقتموه بالإسلام,
إذ كان جعلته السعب وقريش يستوفيكم؟ فقال: إليك يابن عباس !أتريد أن تفعل بي كما فعل
أبوك وعلي بأبي بكر يوم دخلا عليه؟ قال : فكرهت أن اغضبه فسكتُّ . فقال : يابن عباس إن عليا ابن عمك
لأحقُّ الناس بها , ولكن قريشا لاتحتمله , ولئن وليهم ليأخذهم بمرّالحق لايجدون عنده
رخصته , ولئن فعل لينكثن بيعته , ثم ليتحاربن.
المصدر : تاريخ اليعقوبي 2/50
تعليق :
كيف يلتقى هذا التقييم مع المبشرين بالجنة؟
أيهما الصحيح ؟
وكيف يلتقي مع العهد إليهم بتكوين مجلس شورى من ستة , و ترجيح
كفة من يكون معهم عبدالرحمن بن عوف؟
134. عمى العاطفة
أورد الطبري في تاريخه بسنده الى أبي البختري الطائي , قال
: أطافت ضبة و الأزد بعائشة يوم الجمل و إذا رجال من الأزد يأخذون بعر الجمل فيفتونه
و يشمّونه , ويقولون : بعر جمل أمّنا ريحه ريح المسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق